عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٢٧
السنة تحتاج إلى الحكام. والحكام يحتاجون إلى السنة، تحالف مصيري دائم.
والضحية هي الشيعة..
من هنا يبدأ تاريخ السنة والشيعة، وهنا ينتهي..
كيف نشأت فرقة أهل السنة؟:
كان المسلمون في العصر الأول لا يخوضون في الآيات المتشابهة ويعتقدون بها كما هي من دون تساؤلات أو استفسارات عن المراد منها أو ما ترمي إليه، وقد امتد هذا العصر حتى مطلع القرن الثالث من الهجرة..
وحتى هذه الفترة لا نستطيع القول إنه كانت هناك عقيدة مدونة..
إلا أن الأمر اختلف بعد عصر الترجمات وانفتاح الأمة على تراث اليونان.
عند ذلك بدأ الصدام الفكري بين المسلمين حول الآيات المتشابهات. وهناك قطاع من الفقهاء توقف عن الخوض في هذه الآيات مثل مالك.. (1).
ولقد جنت هذه الترجمات على الأمة وعلى عقيدتها وعلى عقول المسلمين حيث كان الغالبية من المترجمين من اليهود والنصارى وشابت هذه الترجمات الأخطاء والتناقضات والتحريفات.
في ظل هذا الجو نشأ ما سمي علم الكلام وهو علم خاص بالعقيدة وقد نشأ كرد فعل لخوض الفلاسفة والمتكلمين في الآيات المتشابهات.. إلا أنه لم يحظ بتأييد أهل العلم من المذاهب الأربعة وغيرهم..
وإذا كانت هناك ثلاثة اتجاهات في الساحة الإسلامية هي اتجاه الشيعة واتجاه الخوارج ثم الاتجاه الرسمي الحكومي قبا عصر الترجمات وظهور علم الكلام - فقد ظهر على الساحة بعد عصر الترجمات عشرات الاتجاهات المتناحرة فيما بينها وفي مقدمتها المشبهة والمعطلة..

(1) انظر فصل التوحيد عند أهل السنة، وانظر كتب الفرق..
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست