عقائد السنة وعقائد الشيعة ، التقارب والتباعد - صالح الورداني - الصفحة ٢٩
إن الإجابة على هذا السؤال تكمن في عدة عوامل:
أولا: اندماج هذا الاتجاه في إطار المذاهب الأربعة المنتشرة بين المسلمين وتحركه من خلالها وتحت لافتتها.. (1).
ثانيا: دعم الحكام لهدا الاتجاه وتيسير السبل أمامه.. (2). ثالثا: ضرب الاتجاهات الأخرى وإجهاضها.. (3).
ورغم قوة ونفوذ أصحاب المذاهب الأربعة الذين أعلنوا خلافهم مع الأشعري إلا أنهم لم يحولوا دون انتشار هذا الاتجاه ولم يعرقلوا مسيرته مما يثير علامات حول هذا الموقف..
أما عن طبيعة الخلاف بين فقهاء المذاهب الأربعة وبين الأشعري فهذا ما سوف نستعرضه عند الحديث عن التوحيد عند أهل السنة..
ويبدو أن اتجاه الماتريدي قد حاز رضى وقبول فقهاء عصره أكثر من اتجاه الأشعري لكونه أكثر اقترابا من النقل وأبعد عن العقل بينما اتجاه الأشعري يقوم على العقل والنقل وتارة يغلب العقل على النقل وتارة يغلب النقل على العقل، والظاهر من تتبع حركة نشأة فرقة السنة أنها لم تظهر على هيئة كيان واحد وفي فترة زمنية محددة كما هو حال الشيعة والمعتزلة والخوارج. إنما ظهرت تارة على يد أحمد بن حنبل في القرن الثالث. وتارة على يد الأشعري والماتريدي في القرن الرابع. وتارة على يد ابن تيمية في القرن الثامن..
التيار الأول تيار ابن حنبل كان يتوقف عن الخوض في هذه المسائل وقد نبذ علم الكلام.

(1) تبنى كثير من الفقهاء مذهب الأشعري كالغزالي والجويني والباقلاني والرازي والبغدادي.
(2) أنظر كتب الفرق ودراسات في العقيدة الإسلامية، وكتب التاريخ (3) أنظر المراجع السابقة، وانظر لنا الكلمة والسيف.
(٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 ... » »»
الفهرست