دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٦٧
وما هو مبرر هذا الانتقام. ألأنهم يحرصون على صحته؟
إن العقل يأبى أن يعذب الله رسوله هذا العذاب قبل موته بينما الكفار يموتون موتة هادئة ناعمة. وإذا كان الرسول هذا حاله قبل قبضه. فكيف يكون حال أفراد أمته حين يأتيهم الموت..؟
ولما كنا لم نسمع عن أحد من الصحابة تعذب عذاب الرسول قبل موته فدل هذا على أن الروايات مرض الرسول وتعذيبه لا أصل لها والهدف منها هو ضرب شخص الرسول وامتهانه وتصويره وكأنه يعذب بذنوبه وجرائمه مما يبرر للحكام من بعده استغلال مثل هذه الصورة لتبرير جرائمهم وانحرافاتهم (1)..
وتأتي بعد ذلك رواية نسيان الرسول (ص) للقرآن لتضرب القوم في مقتل إذ أنهم طالما يبررون مثل هذه الأفعال ويحملونها على بشرية الرسول. فعلى أي جانب يحمل نسيان الرسول للقرآن على جانبه البشري أم جانبه النبوي؟
فإذا حملوه على الجانب البشري فيكون بهذا القرآن من أمور الدنيا التي يجتهد فيها الرسول ويخطئ ويصيب حسب اعتقادهم أن الرسول مجتهد.. وتلك مصيبته.. وإذا حملوه على جانبه النبوي المعصوم فقد وقعوا في تناقض إذ كيف للمعصوم أن ينسي القرآن. وهنا تكون المصيبة أعظم..
وإذا كان الرسول ينسى القرآن الذي أنزل إليه وأمر بتبليغه وتبيينه للناس فأي شئ يمكنه تذكره بعد..؟
والعجيب أن القوم يتداولون من الروايات ما يناقض نسبة النسيان للرسول..

(1) يروي القوم الكثير من الروايات عن مرض الرسول (ص) وموته منها:
قالت عائشة: إن النبي (ص) كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث فلما اشتد وجعه كنت اقرأ عليه وامسح عنه بيده..
وتروي عائشة عن الرسول قوله في مرضه: " اللهم اغفر لي واجعلني مع الرفيق الأعلى "..
وتروي قول الرسول: " أذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك ".. (مسلم كتاب السلام).
ولم تخبرنا الروايات أن الله استجاب لدعاء رسوله. بل تركه يتعذب حتى مات..
(٢٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 ... » »»
الفهرست