دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٧٢
قال الفقهاء: قوله (ص) " ما كان الله ليسلطك على هذا " لقوله تعالى (والله يعصمك من الناس) ويعارضه قوله في رواية أخرى (الآن قطعت أبهري) فإنه يقتضي أنه مات بذلك. ولذلك قال العلماء أن الله تعالى قد جمع بذلك بين كرم النبوة وفضل الشهادة ويجاب بأن معنى ما كان الله ليسلطك على قتلي الآن. وقال القاضي عياض: واختلف الآثار والعلماء هل قتلها النبي (ص) أم لا. فوقع في صحيح أنه قال لا. ووقع أنه قتلها. وفي رواية دفعها إلى أولياء بشر بن البراء بن معرور وكان أكل من الشاة المسمومة فمات بها فقتلوها. ووجه الجمع بين هذه الروايات أنه لم يقتلها أولا حين الطلع على سمها فلما مات بشر سلمها لأوليائه فقتلوها قصاصا (1)..
إن الفقهاء يعترفون أن الشاة المسمومة أكل منها الرسول وفعلت به ما فعلت. وقد اختار الله له ذلك ليدخله في زمرة الشهداء كما أدخله في زمرة الأنبياء. فهل الرسول الذي غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر في حاجة إلى أن يحشر في زمرة الشهداء..؟
وهل مرتبة النبوة أعلى أم مرتبة الشهادة؟
فإذا كانت الإجابة هي مرتبة النبوة. فما الحاجة إذن إلى مرتبة الشهادة؟
وإذا كان الله سبحانه يريد أن يميت رسوله شهيدا حسبما أفتى الفقهاء أليس من الأفضل أن يميته في ميدان القتال لتكون لشهادته أثرا في الأمة لا أن يميته بسبب شهوة البطن..؟
ثم هل كانت هناك علاقة ثقة وود بين الرسول واليهود حتى يقبل منهم طعاما؟
والفقهاء من واقع النص السابق في حيرة بين النص القرآني وبين الرواية.
فهم قد رجحوا أن اليهودية لن تنال من الرسول بشأنها المسمومة وأن الله لن يسلطها على رسوله كما جاء على لسان الرسول نفسه وذلك لقوله تعالى (والله

(1) مسلم هامش باب السم..
(٢٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 267 268 269 270 271 272 273 274 275 277 279 ... » »»
الفهرست