دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٨٥
وعلى ضوء تصور الفقهاء هذا يمكن تبرير أفعال أصحاب الاعتقاد الهندوس الذين يحرقون موتاهم ويذرون رمادهم في نهر الجانجا لنفس السبب..
ويروى عن الرسول (ص) قوله: " إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول هذا فكاكك من النار " (1)..
وفي رواية: " لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا " (2)..
ويروى عن الرسول (ص) قوله: " يجئ يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى ". قال الراوي: فيما أحسب أنا. قال أبو روح لا أدري ممن الشك (3)..
وقد اعتبر الفقهاء هذا التصريح المنسوب للرسول بمثابة بشارة عظيمة للمسلمين أجمعين أوجبت على عمر بن عبد العزيز أن يستلف الراوي ثلاث مرات أنه سمع هذه الرواية عن أبيه عن الرسول (ص) فحلف له (4)..
وقال النووي: قوله (ص) يجئ يوم القيامة ناس معناه أن الله تعالى يغفر تلك الذنوب للمسلمين ويسقطها عنهم ويضع على اليهود والنصارى مثلها بكفرهم وذنوبهم فيدخلهم النار بأعمالهم لا بذنوب المسلمين لا بد من هذا التأويل لقوله تعالى: " ولا تزار وازرة وزر أخرى) (5)..
وهذا الكلام من قبل الفقهاء إنما يمثل قمة التعصب الديني ضد الآخرين ذلك التعصب الذي برر لهم استحلالهم في الحياة الدنيا على ضوء الروايات المنسوبة للرسول ووبرر لهم استحلالهم في الآخرة أيضا على ضوء هذه الروايات التي تفوح منها رائحة العنصرية والاستعلاء على الآخرين..

(1) مسلم كتاب التوبة.
(2) المرجع السابق..
(3) المرجع السابق..
(4) مسلم. كتاب التوبة هامش باب قبول توبة القاتل وإن كثر قتله..
(5) المرجع السابق..
(٢٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 280 281 282 283 284 285 286 287 288 289 290 ... » »»
الفهرست