دفاع عن الرسول ضد الفقهاء والمحدثين - صالح الورداني - الصفحة ٢٦٦
الموقف ببشرية الرسول كمحاولة منهم لتبرير الموقف وقطع دابر الشك في الرسول..
رابعا: إن هذا الموقف من الرسول يصطدم بقوله تعالى (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى) وما دمنا نقف في صف النص القرآني فإن هذا يدعونا للحكم ببطلان الرواية..
وحول رواية عائشة لددنا رسول الله قال الفقهاء: اللدود هو الدواء الذي يصب في أحد جانبي فم المريض ويسقاه أو يدخل هناك بإصبع أو غيره ويحنك به. وقوله: لا يبقى أحد منكم إلا لد. أي تأديبا لئلا يعودوا وتأديب الذين لم يباشروا ذلك لكونهم لم ينهوا الذين فعلوا بعد نهيه (ص) أن يلدوه..
وقال آخرون: النفي هنا بمعنى النهي إنما أمر النبي (ص) أن يلد من في البيت عقوبة لهم لأنهم لدوه بغير إذنه بل بعد نهيه عن ذلك بالإشارة وفيه دلالة على أن إشارة العاجز كتصريحه وعلى أن المتعدي يفعل به ما هو من جنس الفعل الذي تعدى به إلا أن يكون فعلا محرما (1)..
وكما عودنا الفقهاء دائما أنهم لا يأتون بجديد فجميع أقوالهم تدور في محيط التأويل والتبرير المنافي للعقل والمصادم للنص وليس له من هدف سوى تبرير الوضع السائد وإبقاء الأمة في دائرة عبادة الرجال..
ورواية عائشة هذه تتحدث عن فترة مرض الرسول الذي توفي فيه ذلك المرض الذي نتج عن المحاولة اليهودية لقتله بالسم كما ذكرت الروايات..
ومتابعة روايات مرض الرسول يكشف لنا أنه تعذب كثيرا (ص) قبل موته حتى ضاق بنفسه وبمن حوله. وهو هنا في هذه الرواية كره المرض والدواء وأشار برفضه ولما أعطوه الدواء رغما عنه غب وقرر الانتقام من الجميع بسقيهم من نفس الكاس الذي تجرعه.. فهل هذا كلام يجوز في حق الرسول؟
وهل من خلق الرسول (ص) الانتقام وممن من أهل بيته؟

(1) مسلم. هامش باب كراهية التداوي باللدود كتاب السلام..
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست