الامامة والقيادة - الدكتور أحمد عز الدين - الصفحة ٦٢
هكذا حسمت القيادة في غياب الأصلح، مما أسفر عن شرخ كيان الأمة شرخا عانت منه الويلات على مدى القرون الأربعة عشر الماضية، ولا زالت، لأن عامة المهاجرين وجل الأنصار ما كانوا يشكون أن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله (1).
خامسا: إن أسلوب التعامل مع المعارضين والمخالفين في الرأي خلال هذه الأزمة الدستورية، لم يكن متسقا ومبادئ الإسلام وروحه العامة التي نسيناها ووضعنا مكانها أمامنا تصرفات البعض كنموذج يحتذى، فغطت ظلالها حياتنا حكاما ومحكومين في العصر الحديث.
نعم كان كبار الجيل الأول وهم في السلطة لا يغضبون إن أمسك بتلابيب أحدهم رجل من العامة وطالبهم بحق من حقوقه، لكن هذه كانت نماذج فردية تتعلق بأمور غير السلطة والشرعية،

(١) الموفقيات للزبير بن بكار: ص ٥٨٠ نقلا عن معالم المدرستين: ١ / ١١٩، وأنظر تاريخ اليعقوبي: ٢ / 103.
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»
الفهرست