قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٨
في السن والمقام (1 يوحنا 2: 14) " اكتب إليكم أيها الآباء " وعلى المسيحيين الأولين كما في 2 بط 3: 4. " من حين رقد الآباء ".
(4) يعتبر الله في الديانة المسيحية أبا فيقال " أبانا الذي في السماوات " وهكذا (مت 6: 9 و 14 و 26) ويدعى الله " أبو ربنا يسوع المسيح " (2 كو 11: 31) وأن قوة العلاقة وغنى المحبة والنعمة المتضمنة في هذا التعبير العميق والخاصة بإنجيل المسيح تبدو واضحة. وقد أعلن الله في العهد القديم كأب للشعب المختار (خروج 4: 22)، وللملك الذي كان الممثل الخاص للشعب (2 صم 7: 14) وتظهر أبوته في ترأفه " كما يترأف الأب على البنين يترأف الرب على خائفيه " (مز 103: 13). ولكن أبوة الله هذه أعلنت بأنها نفس جوهر الذات الإلهية وبأنها وثيقة الصلة بالانسان، في إنجيل المسيح فقط. فإننا نستخلص من كلمات وحياة يسوع أنه دعا الله " أبا " ليس لأنه الخالق أو الحاكم أو بسبب عهده مع إبراهيم ولكن لأنه يحبنا. وقد وردت كلمة أب تسعين مرة في إنجيل يوحنا وخمس مرات في مرقس وسبع عشرة مرة في لوقا وخمسا وأربعين مرة في متى. وفي كل مرة من هذه المرات، ما عدا أربع، ورد هذا القول على فم يسوع.
وأبوة الله تسير في اتجاهين الاتجاه الأول:
أبوته للبشر بالخلق والثاني: أبوته للمؤمنين بالنعمة. فقد خلق الله الإنسان مشابها طبيعته حتى تتحقق بنوته لله ولكن الخطيئة وقفت حائلا دون تحقيق هذه الغاية التي لا يمكن تحقيقها الآن إلا بالفداء ولذا فتعتبر بنوة المؤمنين الله امتيازا لا ينطق به ومجيد (1 يوحنا 3: 1). وهي تنال بالنعمة بالميلاد الثاني (يوحنا 1: 12 و 13) والتبني (رومية 8: 14 و 19) وفي هذه العلاقة الممتازة في القرب من الآب يعتبر المؤمنون أبناء الله بمعنى خاص بهم دون غيرهم (كولوسي 1: 13 و 14) وهذه العلاقة ليست بحسب الطبيعة ولكنها بالنعمة.
أبو علبون: ربما كان معنى الاسم العبري " أبو القوة " أو " القوي ". وهو أحد أبطال داود (2 صم 23: 31) ويسمى أبيئيل العرباتي في (1 أخبار 11: 32). وربما يمكن أن تستنتج من اللقب " العرباتي " أنه كان في بيت العربة (يشوع 15: 6 و 61) أنظر بيت العربة.
أبو كريفا: كلمة يونانية معناها " مخفى " أو " مخبأ " أو " سري ". وقد وردت في سفر دانيال في الترجمة السبعينية (وهي ترجمة يونانية للعهد القديم) في ص 11: 43 للتعبير عن الكنوز المخفية. كما وردت في دانيال 2: 19 الدلالة على معرفة الأسرار المخفية عن علم البشر وقد وردت الكلمة في اليونانية في العهد الجديد ثلاث مرات: مر 4: 22 " لأنه ليس خفي لا يظهر " ولوقا 8: 17 وكولوسي 2: 3 " المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم " وقد كان هناك نوعان من المعرفة الدينية عند اليونان في ذلك الحين. النوع الأول كان يشمل عقائد وطقوسا عامة يمكن لجميع طبقات البشر معرفتها وممارستها، أما النوع الثاني فقد كان يشمل حقائق عميقة غامضة لا يمكن أن يفهمها أو يدرك كنهها إلا قلة من الخاصة ولذلك بقيت " مخفية " أو " أبو كريفية " عن العامة.
وقد أطلقت في العصور المسيحية الأولى على بعض الكتب غير القانونية في العهد القديم وكذلك في العهد الجديد. ويمكن أن ندرك معنى الخفاء والسرية في ذلك لأن بعض هذه الكتب " رؤوي " Apocalyptic تحدث عن أمور مستقبلة كانت بطبيعتها " مخفية "
(١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 ... » »»