قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٣
وصفها بعضهم بأنها شبيهة بانقلاب بركاني أو بانفجار ذريع في جوف الأرض اندلعت منه نيران ولهب ارتفعت في الجو ثم نزلت على الناس نزول المطر ونتيجة لذلك خربت تلك البقاع وبقيت بلقعا خاليا خاويا مدة قرون عديدة.
حضن إبراهيم " أنظر حضن " أبشالوم: ومعنى الاسم العبري " أبي سلام " أو " الأب سلام " أو " أبو السلام " وهو ثالث أبناء داود ولد في حبرون واسم أمه معكة بنت تلماي ملك جشور في أرام وهي بقعة صغيرة واقعة بين حرمون وباشان (2 صم 3: 3). وعندما نقل داود عاصمة ملكه إلى أورشليم انتقل معه أبشالوم وهو لا يزال بعد صبيا صغيرا. وقد كان أبشالوم حسن المنظر جميل الصورة طويل الشعر محبوبا من أبيه ومن جميع الشعب.
نفيه: عندما أذل أمنون ثامار أخت أبشالوم الشقيقة، وكان أمنون أخاه من أبيه، توانى داود عن إيقاع العقاب بأمنون فاغتاظ أبشالوم جدا. وبعد سنتين أقام أبشالوم وليمة في بعل حاصور ودعا إليها جميع بني الملك ومن ضمنهم أمنون ولكنه أوصى عبيده بأنه متى طاب قلب أمنون أن يوقعوا به ويضربوه ويقتلوه. فلما قتل أمنون غضب داود جدا. وهرب أبشالوم من أمام وجهه إلى ملك جشور أبي أمه وبقي هناك ثلاث سنوات (2 صم ص 13) ولما عفا داود عنه، عاد إلى أورشليم وبقي فيها سنتين لم ير فيهما وجه الملك (2 صم ص 14).
عصيانه على أبيه: فلما عاد أبشالوم إلى أورشليم بدأ يجذب قلوب الشعب إليه وسلبها من أبيه، ولما أكمل وضع خطة مؤامرته على أبيه، ادعى أنه يريد الذهاب إلى حبرون وفاء لنذر كان قد نذره وهو في جشور فأذن له الملك بذلك فذهب إلى حبرون. ومن هناك أرسل جواسيسه إلى جميع أسباط إسرائيل فاشتدت الفتنة واجتمع إليه جمع كبير من الشعب ومن ضمنهم اخيتوفل وكان أحد مشيري داود الأذكياء (2 صم 15: 1 - 12).
هروب داود أمامه: فهرب داود وجميع المخلصين له من بنيه ومن شعبه، من أورشليم. ولكنه أرسل صادوق وأبيثار الكاهنين إلى أورشليم ثانية مع تابوت العهد وأرسل أيضا حوشاي أحد مشيريه لكي يعمل هؤلاء على إبطال مشورة أخيتوفل (2 صم 15:
13 - 37). فعندما أشار أخيتوفل بأن يهاجم أبشالوم داود مباشرة أشار حوشاي بتأخير الهجوم. ثم تشاور مع صادوق وأبيثار وأرسلوا إلى داود لكي لا يبيت تلك الليلة في سهول البرية وبذلك أتاحت هذه المشورة فرصة كافية لداود ليعبر الأردن ويهرب إلى محنايم في جلعاد (2 صم 16 - 17: 24).
انهزامه وموته: أقام أبشالوم عل جيشه عماسا قائدا بدلا من يوآب. ونزل أبشالوم وجيشه إلى جلعاد (2 صم 17: 25 - 29) وفي هذه الأثناء قسم داود جيشه إلى ثلاثة أقسام تحت قيادة يوآب وأبيشاي وأتاي (2 صم 18: 1 و 2) وفي المعركة التي وقعت في غابة أفرايم قتل ما يقرب من عشرين ألف جندي من جيش أبشالوم وقد هلك بين أشجار الغابة الكثيفة عدد يزيد على هذا العدد ومن ضمن هؤلاء أبشالوم نفسه وقد كان راكبا على بغل فدخل البغل تحت أغصان شجرة بطم فتعلق رأسه بغصن يرجح أنه كان منخفضا متشعبا فعلق بين السماء والأرض ومر البغل الذي كان تحته (2 صم 18: 6 - 9) فوجده جندي وأخبر يوآب فأخذ يوآب ثلاثة سهام وصوبها إلى قلب أبشالوم وهو لا يزال بعد حيا غير عابئ بوصية داود أن يحترزوا من أن يمسوا أبشالوم بسوء.
(١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»