قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٢
ووفائه وأمانته، وحنوه ورقة عاطفته (تك 14: 14، 24 و 18: 23 - 32، 23: 2) وشجاعته (تك 14:
14 - 16) إلا أنه أظهر ضعفا مرتين عندما لم يقل الحق كله في ذكر علاقة سارة زوجته به (تك 12:
18 و 20: 11).
ثالثا: مكانته في الكتاب المقدس:
1 - في العهد القديم: فإنه من زمن إسحاق وما بعده كان الرب (يهوه) يلقب بأنه إبراهيم (خروج 3: 15) ويذكر الكتاب أن الرب ظهر لإبراهيم (خروج 6: 3) واختاره (نحميا 9: 7) وفداه (اش 29: 22) وباركه هو ونسله وكذلك جعله هو ونسله واسطة بركة لجميع أمم الأرض (تك 12: 3، 17: 18، 32: 17 و 18) ودعي إبراهيم خليل الله (2 أخبار 20: 7، اش 41: 8).
2 - في العهد الجديد: يدعى إبراهيم في العهد الجديد أبا لنبي إسرائيل (أعمال 13: 26) والكهنوت اللاوي (عب 7: 5) وأبا للمسيح (مت 1: 1)، وغلاطية (3: 16) وأبا لكل المسيحيين كمؤمنين (غلاطية 3: 29، ورومية 4: 11) أما البركات التي بورك بها فقد وردت في العهد الجديد بأسماء متنوعة منها " الوعد " (رومية 4: 13) " وبركة " (غلاطية 3: 14) " ورحمة " (لوقا 1: 54 و 55) و " القسم " (لوقا 1: 73) " والعهد " (أعمال 3: 25) وقد قال المسيح أن إبراهيم رأى يومه وفرح (يوحنا 8: 56) ويذكر العهد الجديد إبراهيم كمثال للتبرير بالإيمان (رومية 4: 3 و 11، 18) وكذلك ذكره كمثال للأعمال الصالحة التي بها أكمل الإيمان (يع 2: 21 - 23) وطاعة الإيمان (عب 11: 8 و 17) وقد أشار المسيح إلى مكانته السامية بين القديسين في السماء (مت 8: 11 ولو 13: 28، 16: 23 - 31).
رابعا: إبراهيم والكشوف التاريخية الحديثة:
لا يمكن أن نعين على وجه التحديد التاريخ الذي عاش فيه إبراهيم ولكنه ولد، وفقا للتاريخ الذي حسبه الأسقف أشر، حوالي سنة 1996 ق. م. وقد اكتشفت آثار ونقوش في بابل ترجع إلى ذلك العصر ووجد عليها اسم إبراهيم في هذه الصيغ " ابرامو ".
" ابمرام " و " ابمراما ". وقد أظهرت الكشوف التاريخية الحديثة الحالة التي كانت عليها مدينة أور التي منها خرج إبراهيم كما كانت حينئذ.
ويمكننا الآن أن نعرف من تلك الكشوف مقدار ما كانت عليه هذه المدنية من تقدم في المدينة، وكذلك يمكننا أن نعرف نوع الوثنية التي نشأ فيها إبراهيم في أور والتي خرج منها بناء على دعوة إلهية. ويمكننا أن نعرف العلاقة التي كانت بين أور وحاران لأن المدينتين كانتا تعبدان إلها واحدا هو إله القمر.
وكذلك أظهرت الكشوف أن بعض المدن القديمة القريبة من حاران كانت تحمل أسماء أفراد أسرة إبراهيم كما ورد ذكرها في الكتاب المقدس، فمن ضمن هذه مدن فالح وسروج وناحور وتارح (قارن هذه مع تك 11: 16 - 26) وقد أظهرت عقود الزواج التي اكتشفت في مدينة نوزي في شمال ما بين النهرين أن العلائق التي كانت بين إبراهيم وسارة وهاجر كانت وفقا للنظم والقوانين التي كانت سائدة في ذلك الحين في تلك البلاد. ومع أن أسماء الملوك المذكورين في تك ص 14 لم تكتشف بعد إلا أن الكشوف التي وجدت دلت على أن كثيرين من ملوك بابل كانوا يقومون بحملات على كنعان في ذلك الحين. وكذلك دلت الكشوف والبحوث التاريخية على أن الأقاليم المجاورة للبحر الميت أي " أرض دائرة الأردن " كانت عامرة آهلة بالسكان إلى حوالي سنة 2000 قبل الميلاد وبعد ذلك وقعت كارثة مروعة
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»