قاموس الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١١
كان على وشك تقديمه ذبيحة ناداه ملاك الرب قائلا " لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئا " فرفع إبراهيم عينيه ونظر وإذا كبش وراءه ممسكا في الغابة بقرنية فأخذ إبراهيم الكبش وأصعده محرقة عوضا عن ابنه وبعد ذلك ذهبا معا إلى بئر سبع (تك 22:
1 - 19).
ثم رجعوا إلى حبرون وهناك ماتت سارة وكانت سنو حياتها مئة وسبعا وعشرين ودفنها إبراهيم في قبر في مغارة المكفيلة التي اشتراها من بني حث (تك ص 23).
وبعد ذلك أرسل إبراهيم اليعازر الدمشقي إلى ما بين النهرين لكي يحضر لابنه زوجة من عشيرته فأحضر له رفقه بنت بتوئيل. وقابلها إسحاق عند بئر لحي رئي، فاتخذها إسحق لنفسه زوجة، وكان حينئذ ابن أربعين سنة (تك ص 24 و 25: 20).
وبعد موت سارة أخذ إبراهيم لنفسه زوجة اسمها قطورة (تك 25: 1 - 5) ومات إبراهيم لما كانت أيام سني حياته مئة وخمسا وسبعين سنة ودفن في مغارة المكفيلة (تك 25: 7 - 10).
ثانيا: إيمان إبراهيم كان آباء إبراهيم يعبدون آلهة غير الرب (يشوع 24: 2 و 14) فكانوا في أور الكلدانيين يعبدون آلهة كثيرة وبنوع خاص " نانار " إله القمر وزوجته " ننجال " وكان في أور على مرتفعة عالية بناء يشبه الهرم يسمى باللغة البابلية " زجوراة " وفوق " الزجوراة " معبد للإله " نانار ". أما إبراهيم فقد آمن بالإله الواحد مالك السماء والأرض وإلههما (تك 14: 22، 24: 3) وديان الأمم وكل الأرض (تك 15: 14 و 18: 25) والذي كل قوات الطبيعة طوع أمره ولا يستحيل عليه شئ (تك 18: 14 و 19: 24 و 20: 17 و 18) وهو الإله العلي المرتفع (تك 14:
22) وهو سرمدي أبدي (تك 21: 33) ولم يكن الله لإبراهيم الإله الواحد فحسب بل كانت لإبراهيم معه علاقة شخصية وشركة روحية قوية (تك 24: 14) ولذلك نال إبراهيم لقب " خليل الله " الذي ذكر في الكتاب ثلاث مرات (2 أخبار 20: 7 واش 41: 8 ويع 2: 23) أما صفات الله التي نسبها إبراهيم إليه فهي: العدل (تك 18: 25)، البر (تك 18: 19)، الأمانة واللطف والحق (تك 24: 27)، الحكمة والرحمة (قارن تك 20: 6) وقد آمن إبراهيم أن الله يطلب من البشر أن يتصفوا بالصفات الخلقية التي لله (تك 18: 19) وقد أعلن الله ذاته لإبراهيم في الرؤى والأحلام (تك 15: 1 و 20: 3) والظهور في شكل إنسان أو في شخص ملاك الرب (تك 18: 1 و 22: 11) وحيثما سكن إبراهيم كان يقيم مذبحا للرب ويدعو باسمه (تك 12: 7 و 8) وقد قدم صلوات تشفعية لأجل الآخرين ففي تك 17: 20 صلى لأجل إسماعيل وفي تك 18: 23 - 32 تشفع لأجل لوط، قارن هذا مع تك 19: 20، وفي تك 20: 17 صلى لأجل أبيمالك وذلك لأنه عرف بأنه نبي. وقد عمل إبراهيم عهوده ومواثيقه وأقسامه باسم الرب (تك 14: 22، 21: 23، 24: 3) وقد قدم عشوره لملكي صادق كاهن الله العلي (تك 14:
20) وقد مارس الختان كعلامة للعهد مع الرب (17: 10 - 14) وكان إيمان إبراهيم عظيما إلى الحد الذي عنده كان مستعدا أن يقدم ابنه وحيده إسحاق ذبيحة للرب ولكن الرب منعه من ذلك (تك 22:
2 و 12).
وقد كانت حياة إبراهيم مع الناس مظهرا لإيمانه بالله وقد ظهر هذا في كرمه (تك 13: 9، 14: 23 الخ.) وإضافته الغرباء (تك 18: 2 - 8)، وإخلاصه
(١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 ... » »»