الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٩٦
عادلا، 3 فكيف ننجو نحن إذا أهملنا مثل هذا الخلاص الذي شرع في إعلانه على لسان الرب، وأثبته لنا أولئك الذين سمعوه، 4 وأيدته شهادة الله بآيات وأعاجيب ومعجزات مختلفة (2) وبما يوزع الروح القدس من مواهب كما يشاء.
[الفداء من عمل المسيح لا من عمل الملائكة] 5 فإنه لم يخضع للملائكة العالم المقبل (3) الذي عليه نتكلم، 6 فقد شهد بعضهم في مكان من الكتاب قال: " ما الإنسان فتذكره؟ وما ابن الإنسان فتنظر إليه؟ 7 حططته قليلا دون الملائكة (4) وكللته بالمجد والكرامة 8 وأخضعت كل شئ تحت قدميه ". فإذا " أخضع له كل شئ " (5)، فإنه لم يدع شيئا غير خاضع له. على أننا لا نرى الآن كل شئ مخضعا له، 9 ولكن ذاك الذي " حط قليلا (6) دون الملائكة "، أعني يسوع، نشاهده مكللا بالمجد والكرامة (7) لأنه عانى الموت، وهكذا بنعمة الله (8) ذاق الموت من أجل كل إنسان.
10 فذاك الذي من أجله كل شئ وبه كل شئ، وقد أراد أن يقود إلى المجد كثيرا من الأبناء، كان يحسن به أن يجعل مبدئ خلاصهم مكملا (9) بالآلام، 11 لأن كلا من المقدس والمقدسين له أصل واحد (10)، ولذلك لا يستحيي أن يدعوهم إخوة 12 حيث يقول: " سأبشر باسمك إخوتي وفي وسط الجماعة أسبحك " (11). 13 ويقول أيضا:

(2) راجع مر 16 / 17 - 18 و 20 ورسل 5 / 12 وروم 15 / 19 و 2 قور 12 / 12.
(3) الترجمة اللفظية: " المسكونة المقبلة " (راجع 1 / 6 +).
(4) في العبرية " إيلوهيم "، وهي صيغة جمع كثيرا ما تدل على المفرد: " إله ". فهمت الترجمة السبعينية هذه الكلمة بمعنى صيغة جمع (" كائنات إلهية ") وترجمتها ب‍ " الملائكة ".
(5) مز 8 / 5 - 6 و 7 ب.
(6) بالمعنى المكاني: " على مستوى أدنى قليلا "، أو بالمعنى الزماني: " قليلا من الزمن ".
(7) تتحقق دعوة الإنسان تحققا تاما في سر المسيح.
(8) قراءة مختلفة: " بدون الله " أو " ما عدا الله "، وهما لا يوافقان سياق الكلام (راجع 2 / 10). فهم أوريجينس: " لكل كائن، ما عدا الله " (راجع 1 قور 15 / 27). ومنهم من يرى في ذلك ما قاله يسوع على الصليب (متى 27 / 46).
(9) " أن يجعل كاملا ". هذه الترجمة العربية للفعل اليوناني تحجب بعض وجوهه. فإنه يتضمن فكرة غاية تدرك، ويدل، بالإضافة إلى ذلك، في الترجمة السبعينية، على رتبة تكريس الكهنة. والكاتب يستعمله دائما في كلام له صلة بالله، للتعبير عن سر تمجيد المسيح مثلا (2 / 10 و 5 / 9 و 7 / 28) وسر التحقيق التام لدعوة الإنسان (10 / 14 و 11 / 40 و 12 / 23). فليس المقصود مجرد تقدم في الكمال الخلقي، وإن كان هذا التقدم ضمنيا، بل المقصود هو تحول جذري للانسان يرفعه إلى الله. وهذا التحول، الذي عجزت الرتب القديمة عن الحصول عليه (7 / 11 و 19 و 9 / 9)، هو عمل إلهي (2 / 10) تم في آلام المسيح (2 / 10 و 5 / 8 - 9).
له وجه كهنوتي (5 / 9 +، و 7 / 11 +) ويمنحه المسيح أولئك الذين ينضمون إليه (10 / 14 و 12 / 2).
(10) آية تفسر بوجوه مختلفة. فمنهم من يجعل الأصل الواحد في الله (راجع 1 قور 8 / 6)، ومنهم من يجعله في آدم أو إبراهيم، أي في الجنس البشري. يريد الكاتب التشديد على التضامن بين المسيح والبشر.
(11) مز 22 / 23، مزمور البار المضطهد، المطبق على يسوع في روايات الآلام (راجع متى 27 / 35 و 39 و 43 و 46). والآية المستشهد بها تعود إلى التحرير المنتظر فتعني المسيح القائم من الموت.
(٦٩٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 691 692 693 694 695 696 697 698 699 700 701 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة