الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٩٤
[عظمة ابن الله المتجسد] [1] 1 إن الله، بعدما كلم الآباء (1) قديما بالأنبياء (2) مرات كثيرة بوجوه كثيرة، 2 كلمنا في آخر الأيام هذه (3) بابن (4) جعله وارثا (5) لكل شئ وبه أنشأ العالمين (6). 3 هو شعاع مجده وصورة جوهره (7)، يحفظ كل شئ بقوة كلمته (8). وبعدما قام بالتطهير من الخطايا، جلس عن يمين ذي الجلال في العلى (9)، 4 فكان أعظم من الملائكة بمقدار ما للاسم (10) الذي ورثه من فضل على أسمائهم.
[برهان الكتاب المقدس] 5 فلمن من الملائكة قال (11) الله يوما:
" أنت ابني وأنا اليوم ولدتك؟ " (12) وقال أيضا: " إني سأكون له أبا وهو يكون لي

(1) " الآباء ": أجداد الشعب الإسرائيلي، أي الأجيال السابقة (راجع 3 / 9 و 8 / 9). فالمسيحيون، حتى الذين من أصل وثني، يشعرون بأنهم ينتمون إلى شعب إسرائيل (راجع روم 4 / 16 - 18 و 11 / 17 و 1 قور 10 / 1).
(2) الترجمة اللفظية: " في الأنبياء " وهي عبارة غير مألوفة في الكتاب المقدس.
(3) إن عبارة " في آخر الأيام "، المستعملة في الكتاب المقدس اليوناني لترجمة عبارة عبرية أقل دقة، تدل على زمن تدخل الله الأخير (راجع حز 38 / 16 ودا 2 / 28 والآية 45 اليونانية و 10 / 14 ومي 4 / 1). يضيف الكاتب " هذه " ليؤكد أن الحقبة الأخيرة حضرت وأن المسيح قد افتتحها (راجع رسل 2 / 17 و 1 قور 10 / 11 و 1 بط 1 / 20).
(4) يخلف الأنبياء، الذين غالبا ما يسميهم الكتاب المقدس " عبيدا " (ار 7 / 25 و 25 / 4)، رسول أخير هو " ابن " (راجع مر 12 / 2 - 6). وإهمال أل التعريف يشدد على صفة الابن ويدعو إلى توقع توضيحات لاحقة (راجع عب 4 / 14).
(5) في هذا الابن، تبلغ مواعد الآباء إنجازها الأخير.
إنه السليل المميز للآباء (تك 15 / 3 - 4 وسي 44 / 21 وروم 4 / 13) وداود (مز 2 / 8) الذي وعد بالملك الشامل (راجع دا 2 / 44 و 7 / 14).
(6) إلى التقليد المشيحي يضم الكاتب هنا التقليد الحكمي: فالابن قد أشرك كالحكمة، في خلق الكون (راجع مثل 8 / 27 - 31 وحك 7 / 21 و 9 / 9 وعب 11 / 3).
(7) تستوحى هذه العبارات، على ما يبدو، من وصف الحكمة الإلهية المجسدة: حك 7 / 25 - 26. يختار الكاتب أقوى الألفاظ، للتعبير عن صلة الابن بالله.
(8) يتأثر هنا النص اليوناني بالنص العبري فينتقل من المحسوس إلى المجرد ويقول: " بكلام قوته ". وقد يعود الضمير إلى الله أو إلى الابن. والقوة الإلهية لا تحتاج إلى جهد في حفظ العالم، بل كلمة واحدة تكفي (راجع مز 33 / 9).
(9) عبارة تقليدية لتمجيد المسيح، مستوحاة من مز 110 / 1 وتوضحه بمعنى سماوي: " في العلى " (راجع متى 26 / 64). سيستشهد بالمزمور 110 غير مرة (راجع عب 1 / 13 +).
(10) يعبر " الاسم " عن كرامة الشخص ومكانته بالنظر إلى الآخرين. أراد الكاتب أن يحدد المكانة التي نالها الابن على أثر تدخله الفدائي، فشبهه ب‍ " الملائكة "، لأنهم كانوا يعدونهم أصلح الكائنات لتخليص البشر. تمهد نهاية المطلع هذه للموضوع الذي يشرح في 1 / 5 - 2 / 18.
(11) فعل " قال " بدل " كتب " وبدون ذكر الفاعل:
هذه طريقة لتقديم الشواهد خاصة بالكاتب، ولا توافق أسلوب بولس.
(٦٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 689 690 691 692 693 694 695 696 697 698 699 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة