الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٦٨٧
- إن آلام المسيح تظهر بمظهر طاعة عفوية في عب 5 / 8 و 10 / 9، كما في فل 2 / 8 وروم 5 / 9.
- قلة جدوى الشريعة القديمة وإبطالها يؤكدان في عب 7 / 11 - 19 و 10 / 1 - 10 تأكيدا لا يقل عما ورد في غل 3 / 21 - 25 أو روم 4 / 15 و 5 / 20. فليس لهذا الموضوع الخاص ببولس عبارة بمثل هذه الصراحة في أي مكان آخر من العهد الجديد.
- يقابل ذلك أن أفضل مراجع يرتبط بها الموضوع الجوهري في الرسالة إلى العبرانيين هي في رسائل بولس (1 قور 5 / 7 وروم 3 / 25 وعلى الخصوص أف 5 / 2)، فإن عرض غل 2 / 20 على أف 5 / 2 و 25 يظهر كيف أن ما في الفداء من معنى الذبيحة والكهنوت قد وضح على نحو تدرجي في البيئات ذات الصلة ببولس.
- وبوسع المرء آخر الأمر أن يلاحظ بضعة صلات قرابة بين مسيحانية الرسالة إلى العبرانيين ومسيحانية رسائل بولس في السجن: إن الابن صورة الله، وهو يفوق الملائكة، وقد وهب له الاسم الذي يفوق كل اسم على أثر ذبيحته.
جميع هذه الملاحظات الجوهرية تحول دون إنكار كل قيمة للتقليد الشرقي في شأن مصدر للرسالة له صلة ببولس. فللمرء أن يعتقد أن الرسالة من إنشاء واحد من أصحاب بولس.
أما الاهتداء إلى اسم الكاتب على نحو أوضح، فلا سبيل إلى طلبه. فإن التقليد القديم تردد منذ ذلك الزمن بين بضعة افتراضات، فاقترح أسماء لوقا أو اقليمنضس الروماني أو برنابا، ولكن ليس لأي نسبة من هذه النسب ما يؤيدها تأييدا كافيا. ولذلك بحث المفسرون في عصرنا عن نسب أخرى. لا شك أن أقربها إلى القبول هي التي تعود إلى لوثر وتقترح أبلس. فأصله يهودي وتربيته هلينية تلقاها في الإسكندرية، ومعرفته للكتب وشهرته بالفصاحة (رسل 18 / 24 - 28 و 1 قور 3 / 6) ميزات توافق موافقة تامة كاتب الرسالة إلى العبرانيين، وللغته بضع صلات بلغة فيلون الإسكندري.
ولكن فقدان كل شهادة قديمة لذلك، وتعذر القيام بأي مقارنة بين هذه الرسالة ومؤلف آخر من الأكيد أنه لابلس، يجعل من هذه النسبة احتمالا من الاحتمالات التي لا يمكن التحقق منها. فلا بد آخر الأمر من التسليم بأننا نجهل اسم الكاتب.
[فن الرسالة الأدبي: أرسالة أم عظة؟] إن الفن الأدبي الذي يعود إليه المؤلف يدعو هو نفسه إلى النزاع. جرت العادة بأن يقال لهذا المؤلف رسالة، ولكن الرسالة إلى العبرانيين لا تبتدئ كما تبتدئ رسالة، ولا يمكن القول أنه كان لها مطلع الرسالة ففقد أو حذف، فإن الجملة الأولى (1 / 1 - 4) مطلع حسن جدا، ولكنه ليس مطلع رسالة، بل استهلال عظة. يتسم مجمل المؤلف بالطابع الخطابي نفسه. لم يقل الكاتب قط أنه يكتب، بل يقول دائما أنه يتكلم (2 / 5 و 5 / 11 و 6 / 9 و 8 / 1 و 9 / 5 و 11 / 32). وليس في بنية المؤلف عنصر من عناصر الرسائل بالمعنى الصحيح، ولا تتغير اللهجة إلا في الآيات الأخيرة، فهذه
(٦٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 682 683 684 685 686 687 688 689 690 691 692 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة