فصل الخطاب - سليمان أخ محمد بن عبد الوهاب - الصفحة ٦٠
أحدهما: أن تلك الطائفة الأخرى قد لا يكون فيها من البدعة أعظم مما في الطائفة المكفرة لها.
بل، قد تكون بدعة الطائفة المكفرة لها أعظم من بدعة الطائفة المكفرة، وقد تكون نحوها، وقد تكون دونها.
وهذا حال عامة أهل البدع والأهواء الذين يكفرون بعضهم بعضا.
وهؤلاء من الذين قال الله فيهم {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ} (1).
الثاني: أنه لو فرض أن إحدى الطائفتين مختصة بالبدعة، والأخرى موافقة للسنة، لم يكن لهذه [الموافقة ل‍] السنة أن تكفر كل من قال قولا أخطأ فيه.
فإن الله تعالى قال: {ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا} (2).
وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى قال: قد فعلت.
وقال تعالى: {وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم} (3).
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز عن أمتي عن الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه.
وهو حديث حسن، رواه ابن ماجة (4) وغيره.
وقد أجمع الصحابة، والتابعون لهم بإحسان، وسائر أئمة المسلمين على أنه ليس كل من قال قولا أخطأ فيه أنه يكفر بذلك، ولو كان قوله مخالفا للسنة.
ولكن للناس نزاع في مسائل التكفير، قد بسطت في غير هذا الموضع.
وقال الشيخ رحمه الله أيضا: الخوارج لهم خاصيتان مشهورتان، فارقوا بها جماعة

(١) الأنعام: ١٥٩.
(٢) البقرة: ٢٨٦.
(٣) الأحزاب: ٥.
(٤) سنن ابن ماجة: ١ / 659 ح 2043 كتاب الطلاق.
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 هوية الكتاب 4
2 هذا الكتاب 5
3 المقدمة: المؤلف و الكتاب 7
4 المؤلف: 7
5 الكتاب: 8
6 أهمية الكتاب: 10
7 سبب تأليف الكتاب: 12
8 محتوى الكتاب: 13
9 مزايا الكتاب: 18
10 عملنا في الكتاب: 18
11 مقدمة المؤلف 21
12 وجوب اتباع إجماع الأمة المحمدية] 22
13 إجماع الأمة على شرائط الاجتهاد] 23
14 ابتلاء الأمة بمن يدعي الاجتهاد والتجديد] 25
15 الدين هو الاسلام بإظهار الشهادتين] 26
16 فصل تكفير المسلمين 28
17 آراء وأهواء مخالفة لاجماع الأمة] 29
18 لا عبرة بفهم أولئك لقصورهم 31
19 مخالفة حتى لابن تيمية] 31
20 آراء ابن تيمية وابن القيم] 33
21 في النذور لغير الله] 34
22 في الذبح لغير الله] 35
23 في السؤال من غير الله] 36
24 التبرك بالقبور] 38
25 القدح في المؤلفين لكتب الفقه] 38
26 فصل [الجاهل معذور] 39
27 فصل [كفر الفرق الاسلامية لا يخرج عن الملة] 41
28 فصل [الخوارج وسيرتهم ومذهبهم] 41
29 فصل [أهل الردة] 44
30 فصل القدرية ومذاهبهم 48
31 فصل [المعتزلة وآراؤهم] 50
32 فصل [المرجئة وأقوالهم] 51
33 فصل [الجهمية ودعاواهم] 52
34 فصل [مذهب السلف عدم تكفير الفرق] 53
35 الوهابية تخالف ذلك 59
36 تكفير المسلمين من أقبح البدع 59
37 الفرقة تخالف ذلك 64
38 كلام ابن القيم في عدم تكفير المسلم 64
39 جواب لابن تيمية عن التكفير 65
40 الفرقة تخالف ذلك 70
41 أئمة المذاهب لا يلزمون أحدا بمذهبهم 71
42 الوهابية تخالف ذلك 71
43 فصل اتفاق أهل السنة! على عدم التكفير المطلق للمسلمين 72
44 الوهابية تخالف ذلك 74
45 فصل الايمان الظاهر 74
46 فصل شروط الذي يجوز تقليده في علوم الدين 78
47 أدلة الدعاة على مسلكهم باطلة] 79
48 ليسوا أهلا للاستنباط] 80
49 فصل [الحدود تدرء بالشبهات 84
50 عبارة ابن تيمية ومدلولها 89
51 فصل [نجات الأمة حسب نصوص الرسول صلى الله عليه و آله وسلم 92
52 فصل أحاديث تدل على بطلان مذهب الوهابية 94
53 فصل 97
54 فصل 99
55 فصل 100
56 فصل 103
57 فصل 105
58 فصل 108
59 فصل 110
60 فصل 113
61 الاستدلال بقتل مستحل الخمر بالتأويل 117
62 استدلال سخيف 118
63 فصل حقيقة الشرك وأسبابه 119
64 فصل [حقيقة الاسلام وصفة المسلم 125
65 الخاتمة 140