النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٢١
وثانيهما: من ليس له حق ولا عليه حق من باقي الأشخاص انسانية كانت أو غيرها من الحيوانات الإنسية والوحشية وذلك يجب إعادته سمعا لدلالة القرآن والأخبار المتواترة عليه.
قال: (ويجب الاقرار بكل ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) فمن ذلك الصراط والميزان (1). وإنطاق الجوارح وتطاير الكتب لامكانها، وقد أخبر الصادق بها فيجب الاعتراف بها).
أقول: لما ثبت بنوة نبينا (صلى الله عليه وآله) وعصمته، ثبت أنه صادق في كل ما أخبر بوقوعه سواء كان سابقا على زمانه، كإخباره عن الأنبياء السالفين وأممهم والقرون الماضية وغيرها، أو في زمانه كإخباره بوجوب الواجبات وتحريم المحرمات وندب المندوبات والنص على الأئمة وغير ذلك من الأخبار، أو بعد زمانه.
فأما في دار التكليف كقوله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام):
ستقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين (2).
أو بعد التكليف كأحوال الموت وما بعده، فمن ذلك عذاب القبر، والميزان والحساب، وإنطاق الجوارح، وتطاير الكتب وأحوال القيامة وكيفية حشر الأجسام وأحوال المكلفين في البعث، ويجب الاقرار بذلك أجمع

(1) قوله قال والوزن يومئذ الحق قال الشيخ أبو علي قبل معناه أن الوزن عبارة عن العدل في الآخرة وأنه لا ظلم فيها وقيل أن الله ينصب ميزانا له لسان وكفتان يوم القيامة فيوزن به أعمال العباد من الحسنات والسيئات ثم اختلفوا في كيفية الوزن لأن الأعمال أعراض لا يجوز وزنها فقيل توزن صحائف الأعمال وقيل تظهر علامات الحسنات والسيئات في الكفتين فيراها الإنسان وقيل تظهر في صورة حسنة والسيئات في صورة سيئة وقيل توزن نفس المؤمن ونفس الكافر.
وقيل المراد بالوزن ظهور مقدار المؤمن في العظم ومقدار الكافر في الذلة (مجمع البحرين).
(2) مناقب ابن شهرآشوب (1 / 109).
(١٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»
الفهرست