النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادى عشر - العلامة الحلي - الصفحة ١٢٢
والتصديق به لأن ذلك كله أمر ممكن لا استحالة فيه وقد أخبر الصادق بوقوعه فيكون حقا.
قال: (ومن ذلك الثواب والعقاب وتفاصيلهما المنقولة من جهة الشرع صلوات الله على الصادع به).
أقول: يريد أن من جملة ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) الثواب والعقاب (١) وقد اختلف في أنهما معلومان عقلا أم سمعا، أما الأشاعرة فقالوا سعما، وأما المعتزلة فقال بعضهم بأن الثواب سمعي إذ لا يناسب الطاعات ولا يكافي ما صدر عنه من النعم العظيمة فلا يستحق عليه شئ في مقابلتها وهو مذهب البلخي، وقالت معتزلة البصرة أنه عقلي لاقتضاء التكليف ذلك ولقوله تعالى: ﴿جزاء بما كانوا يعلمون﴾ (2).
وأوجبت المعتزلة العقاب للكافر وصاحب الكبيرة حتما، وقد تقدم لك من مذهبنا ما يدل على وجوب الثواب عقلا، وأما العقاب فهو وإن اشتمل على اللطيفة لكن لا يجزم بوقوعه في غير الكافر الذي لا يموت على كفره.

(١) عن أبي جعفر (عليه السلام) قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) خمس أن أدركتموهن فتعوذوا منهن بالله، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلمونها إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال لا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا من المطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله (صلى الله عليه وآله) إلا سلط الله عليهم عدوهم وأخذوا بعض ما في أيديهم، ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم [بينهم] (أصول الكافي.
باب عقوبات المعاصي العاجلة ح ١ (٢ / ٣٧٣).
(٢) الواقعة ٢٤ والسجد 17 وفي الأصل جزاء بما كنتم تعلمون وهو ليس في الكتاب بحسب المعجم المفهرس لعبد الباقي ويستدل عليه بقوله تعالى: ولا تجزون إلا ما كنتم تعملون وقوله اليوم تجزون ما كنتم تعملون وغيره (39 - الصفات و 28 - الجاثية).
(١٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 ... » »»
الفهرست