التعليقة على الفوائد الرضوية - القاضي سعيد القمي - الصفحة ٤٦
وهما اللذان المتفقان المختلفان، وهما المرجوان، ونص به الرحمن حيث قال: * (مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان * فبأي آلاء ربكما تكذبان) * (1) ويعلم قولنا من كان من سنخ الإنسان، وبما قلنا ظهر جواب باقي (2) سؤالاتك والحمد لله الرحمن، والصلاة على رسوله المبعوث إلى الإنس والجان، ولعنة الله على الشيطان).
فلما سمع رأس الجالوت كلامه عليه السلام بهت وتحير وشهق شهقة، وقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وأنك ولي الله، ووصي رسوله، ومعدن علمه حقا حقا.
بيان ما لعله يحتاج إلى البيان رأس الجالوت: هو أكبر علماء اليهود، وقيل قاضيهم (3).
ما الكفر والإيمان: الكفر لغة هو الستر والإخفاء، ومنه سمي الزارع والليل ومن لبس ثوبا فوق درعه كافرا (4).
والكافر اصطلاحا: هو الذي لم يعتقد بوجود البارئ تعالى، أو بأحد صفاته الحسنى، أو بواحد من أنبيائه (5) سمي بذلك لأنه إذا لم يعتقد ذلك فكأنه أخفاه عن عالم الوجود بزعمه، وستره عن مرتبة الشهود باعتقاده.
والإيمان لغة: هو التصديق (6) وفي الشرع هو الاعتقاد بوجود البارئ جل مجده، وبصفاته العليا كما يليق به تعالى، ووجود ملائكته المدبرة، وكتبه

١ - الرحمن: ١٩ - ٢١.
٢ - في نسخة " م ": ما في بدل: باقي.
٣ - في نسخة " ل ": فاضلهم بدل: قاضيهم.
٤ - الصحاح ٢: ٨٠٧ و ٨٠٨.
٥ - المفردات في غريب القرآن: ٤٣٣ و ٤٣٤، التبيان ١: ٦٠، مجمع البيان ١: ١٢٨، تفسير الفخر الرازي ١: ٣٨.
٦ - الصحاح ٥: ٢٠٧١.
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 43 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»
الفهرست