التعليقة على الفوائد الرضوية - القاضي سعيد القمي - الصفحة ٣٩
توحده، وتفرد بالتفريد (1) في تفرده، انبجست (2) منه الكثرات بجملتها لوحدته، وابتدأت منه الموجودات (3) برمتها (4) لفرديته، سبحانه وتعالى في كبرياء تقدسه، والصلاة على نبي الرحمة، ومجمع بحري الوحدة والكثرة إنسان العين، وعين الإنسان، والعالم بالبيان، محمد المبعوث على الإنس والجان (5) والمنعوت بنعوت الفرقان، والموصوف بأن خلقه القرآن (6) وعلى وصيه الذي تشعب منه أولاد النبي، وتأحد معه في سيره الأنواري بالنص الجلي (7) وعلى آله الذين هم تقاسيم وجود النبي والولي، وهم أولياء الرحمن، والمقصود من إيجاد الأكوان (8) ما جرى الجاري على الجامدات، وفضل الزائد على الناقصات.
أما بعد: فالفقير إلى الله الغني، والمتمسك بحبل النبي الأمي، محمد المشتهر بسعيد الشريف القمي يقول: إن الحكمة كل الحكمة، ما ورد في الكتاب والسنة، والعلم حق العلم ما صدر عن مدينة العلم (9) وإن في أخبار الأئمة الطاهرين لبلاغا لقوم عابدين، إن في ذلك لذكرى للعالمين، كيف لا؟

١ - في نسخة " ر ": بالتقديس بدل: بالتفريد.
٢ - انبجست: انفجرت، وانبجس الماء وتبجس أي تفخر. لسان العرب ١: ٣١٨ بجس.
٣ - في نسخة " م " و " ر ": المزدوجات بدل: الموجودات.
٤ - برمتها: بجملتها أو كلها، يقال أخذت الشئ برمته أي كله. لسان العرب ٥: ٣٢٣ رمم.
٥ - انظر الإحتجاج للطبرسي ١: ٥٢٧ و ٥٢٨، تفسير كنز الدقائق ٩: ٤٦٩، مفاتيح الجنان: ٥٩٦ زيارة إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وآله.
٦ - انظر مسند أحمد بن حنبل ٦: ٩١ و ١٦٣، شعب الإيمان ٢: ١٥٣ / ١٤٢٥ و ١٤٢٧.
٧ - انظر بحار الأنوار ٩٩: ١٣٠ / ١ و ٢٥: ٣ / ٥، أصول الكافي ١: ٣٦٥ / ٣، تفسير علي بن إبراهيم القمي ٢: ٣٣٥، علم اليقين ١: ٥١٥.
٨ - نهج البلاغة: كتاب ٢٨ من كتاب له عليه السلام إلى معاوية، علم اليقين ١: ٣٨١، جامع الأسرار ومنبع الأنوار: ٩ و ١٠، كلمات مكنونة للفيض الكاشاني: ١٢٦، مفاتيح الغيب: ١٤.
٩ - اقتباس من أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) انظر على سبيل المثال مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: ٤٢٦ و ٤٢٧ / ٢، بحار الأنوار ٣٣: ٥٣ / 395.
(٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 37 38 39 40 41 43 45 46 ... » »»
الفهرست