مصباح الفقيه (ط.ق) - آقا رضا الهمداني - ج ١ق٢ - الصفحة ٣٤٧
وان لم يتأد به وظيفة الاستحباب حيث إن الشهادة بإمامتهم وكونهم خلفاء الرسول صلى الله عليه وآله شهادة اجمالية بان محمدا رسول الله كما أن هذه أيضا شهادة اجمالية بأنه لا إله إلا الله فان التوحيد من اظهر أبنائه وأعظمها فيحصل بالاعتراف بامامة الأئمة ما هو الغرض الأصلي المقصود بالتلقين من عدم خروجه من الدنيا بلا ايمان وبما أشرنا إليه يتوجه قول الباقر (ع) والصادق (ع) في خبري ابني مسلم والنجترى انكم تلقنون أمواتكم عند الموت لا إله إلا الله ونحن نلقن موتانا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وقد قيل في توجيهه مالا يخفى ما فيه والا وجه ما أشرنا إليه من أن الشهادة بان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله شهادة اجمالية بأنه لا إله إلا الله فيجوز الاجتزاء بها عنها وهذا بخلاف ما يلقنه الناس فإنه لا يجديهم ما لم يضم إليه الشهادة بالرسالة * (وكيف) * كان فيدل على استحباب تلقين الشهادتين جملة من الاخبار منها رواية الحلبي عن أبي عبد الله (ع) قال إذا حضرت الميت قبل ان يموت فلقنه شهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله و رواية أبى خديجة عن أبي عبد الله (ع) قال مامن أحد يحضره الموت الا وكل به إبليس من شياطينه من يأمره بالكفر ويشككه في دينه حتى يخرج نفسه فمن كان مؤمنا لم يقدر عليه فإذا حضرتم موتاكم فلقنوهم شهادة ان لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله حتى يموتوا * (وفيه) * دلالة على استحباب التكرار إلى أن يموت ورواية إسحاق بن عمار عن جعفر بن محمد عن ابائه ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فان من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة * (و) * رواية جابر عن أبي جعفر (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لقنوا موتاكم لا إله إلا الله فإنها تهدم الذنوب الحديث ويدل على استحباب تلقينه الولاية أيضا جملة من الاخبار منها ما رواه زرارة عن أبي جعفر (ع) في حديث قال لو أدركت عكرمة عند موته لنفعته فقيل لأبي عبد الله (ع) بما ذا كان ينفعه قال يلقنه ما أنتم عليه ورواية أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال كنا عنده فقيل له هذا عكرمة في الموت وكان يرى رأى الخوارج فقال لنا أبو جعفر (ع) انظروني حتى ارجع إليكم فقلنا نعم فما لبث ان رجع فقال اما انى لو أدركت عكرمة قبل ان تقع النفس موقعها لعلمته كلمات ينتفع بها ولكني أدركته وقد وقعت موقعها فقلت جعلت فداك وما ذاك الكلام قال هو والله ما أنتم عليه فلقنوا موتاكم عند الموت شهادة ان لا إله إلا الله والولاية * (ورواية) * أبى بكر الحضرمي قال قال أبو عبد الله (ع) والله لو أن عابد وثن وصف ما تصفون عند خروج نفسه ما طعمت النار من جسده شيئا وعن الكافي بعد ذكر رواية أبى خديجة قال وفي رواية أخرى فلقنه كلمات الفرج والشهادتين وتسمى له الاقرار بالأئمة واحدا بعد واحد حتى ينقطع عنه الكلام * (و) * يستحب أيضا تلقينه كلمات الفرج ويدل عليه مضافا إلى المرسلة المتقدمة اخبار مستفيضة * (منها) * صحيحة زرارة عن أبي جعفر (ع) قال إذا أدركت الرجل عند النزع فلقنه كلمات الفرج لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين * (ورواية) * الحلبي عن أبي عبد الله (ع) ان رسول الله صلى الله عليه وآله دخل على رجل من بني هاشم وهو يقضى فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله قل لا إله إلا الله العلي العظيم لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين فقالها فقال رسول الله الحمد لله الذي استنقذه من النار وفي كشف اللثام بعد نقل الرواية قال وزيد في الفقيه وما تحتهن قبل رب العرش العظيم وسلام على المرسلين بعده وفي الحدائق رواها عن الفقيه مرسلا إلى الصادق (ع) بزيادة وسلام على المرسلين ثم قال قال [ق] وهذه هي الكلمات الفرج ورواية عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله (ع) قال كان أمير المؤمنين (ع) إذا حضر أحدا من أهل بيته الموت قال له قل لا إله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع وما بينهما ورب العرش العظيم والحمد لله رب العالمين فإذا قالها المريض قال اذهب فليس عليك بأس ومرسلة الصدوق قال قال الصادق (ع) ما يخرج مؤمن من الدنيا الا برضا منه وذلك أن الله يكشف له الغطاء حتى ينظر إلى مكانه من الجنة وما أعد الله له فيها وتنصب له الدنيا كأحسن ما كانت ثم يخير فيختار ما عند الله ويقول ما اصنع بالدنيا وبلائها فلقنوا موتاكم كلمات الفرج ثم إن ما في الروايات من اختلال الترتيب واشتمال بعضها على بعض الزيادات واختلاف بعض ألفاظها على ما في بعض النسخ غير ضائر فان الأظهر جواز العمل بجميع الروايات لعدم التنافي بينها فان من الجايز ان يكون نفس الكلمات بنفسها كلمات الفرج بحيث لا يضرها تقديم بعض الفقرات على بعض كما أن من الجايز ان لا يكون ما في بعضها من الزيادات أو اختلاف الألفاظ من المقومات والله العالم * (و) * يستحب أيضا تلقينه الدعاء بالمأثور * (ففي) * رواية أبى سلمة عن أبي عبد الله (ع) قال حضر رجلا الموت فقيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله ان فلانا قد حضره الموت فنهض رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه ناس من أصحابه حتى اتاه وهو مغمى عليه قال فقال صلى الله عليه وآله يا ملك الموت كف عن الرجل حتى أسئله فأفاق الرجل فقال له النبي صلى الله عليه وآله ما رأيت قال رأيت بياضا كثيرا وسوادا كثيرا قال فأيهما كان أقرب إليك فقال السواد فقال النبي صلى الله عليه وآله قل اللهم اغفر لي الكثير من معاصيك واقبل منى اليسير من طاعتك فقال ثم أغمي عليه فقال صلى الله عليه وآله يا ملك الموت خفف عنه حتى أسئله فأفاق الرجل فقال رأيت بياضا كثيرا وسوادا كثيرا قال فأيهما أقرب إليك فقال البياض فقال رسول الله صلى الله عليه وآله
(٣٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»