مصباح الفقيه (ط.ق) - آقا رضا الهمداني - ج ١ق٢ - الصفحة ٣٤٤
الجزء الثاني من المجلد الأول من كتاب الطهارة من تأليفات العالم العامل الرباني الحاج آقا محمد رضا الهمداني قدس سره بسم الله الرحمن الرحيم الفصل الخامس في أحكام الأموات وقد جرت سيرة الأصحاب على التعرض للأحكام المتعلقة بالمكلفين بالنسية إلى الأموات بل وجملة مما يناسب ذكره كآداب الاحتضار في هذا المبحث الذي وقع الكلام فيه أصالة للبحث عن غسلها استغناء بما فيها من المناسبة من أن يبوبوا لها بابا مستقلا فما صنعه المصنف قدس سره من جعل العنوان أحكام الأموات أولى من جعله خصوص غسل الميت كما صنعه غيره لكن كان عليه [قده] اقحام غسل المس وكذا الصلاة عليها في طي ما ذكره الا انه أوكل بيان غسل المس إلى ما سيذكره في أحكام الميتة والصلاة عليها إلى كتاب الصلاة لشدة المناسبة فعلينا [ح] ان نقتفي اثره وهى أي الأحكام التي تعلق الغرض بالبحث عنها في هذا الفصل خمسة وينبغي قبل التكلم فيها ان نذكر شطرا من الآداب المتعلقة بالمريض كما صنعه جملة من الاعلام مع الإشارة إلى بعض ما ورد فيها من الاخبار على سبيل الاختصار * (فمنها) * انه يستحب للمريض احتساب المرض والصبر عليه بل ينبغي ان يشكر الله على ما أنعم به عليه لمرضه من الثواب وتكفير الذنوب ففي جملة من الاخبار ان الله [تع‍] يأمر الملك الموكل بالمؤمن إذا مرض ان يكتب له ما كان يكتب في صحته وقد روى أن حمى ليلة تعدل عبادة سنة وحمى ليلتين تعدل عبادة سنتين وحمى ثلث ليال تعدل عبادة سبعين سنة * (وروى) * عن أبي عبد الله عليه السلام عن ابائه (ع) في وصية النبي صلى الله عليه وآله لعلى (ع) قال يا علي أنين المؤمن تسبيح وصياحه تهليل ونومه على الفراش عبادة وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله فان عوفي مشى في الناس وما عليه من ذنب * (و) * في بعض الروايات ان رسول الله صلى الله عليه وآله قال عجبت للمؤمن وجزعه من السقم ولو يعلم ما له في السقم من الثواب لاحب ان لا يزال سقيما حتى يلقى ربه عز وجل ويستحب له كتم المرض وترك الشكوى منه فعن بشير الدهان عن أبي عبد الله (ع) قال قال الله عز وجل أيما عبد أبتليه ببلية فكتم ذلك عواده ثلث أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه وبشرا خيرا من بشره فان أبقيته أبقيته ولا ذنب له وان مات مات إلى رحمتي * (و) * عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) ما هو بمضمونه وعن العرزمي عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام قال من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وادى إلى الله شكرها كانت كعبادة ستين سنة قال أبى فقلت له ما قبولها قال يصبر عليها ولا يخبر بما كان فيها فإذا أصبح حمد الله على ما كان وقد ورد الحث على ترك الشكوى إلى غير الله تعالى في كثير من الاخبار ففي حديث المناهي قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من مرض يوما وليلة فلم يشك عوداه بعث الله يوم القيمة مع خليله إبراهيم خليل الرحمن حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع وليعلم انه ليس مطلق اظهار المرض والاخبار عما هو الواقع شكاية وان كان الأفضل كتمانه رأسا كما يدل عليه الأخبار المتقدمة وغيرها الا ان الشكاية عن المرض امر اخر وراء ذلك كما يدل عليه رواية جميل بن صالح عن أبي عبد الله (ع) قال سئل عن حد الشكاية للمريض فقال إن الرجل يقول حممت اليوم وسهرت البارحة وقد صدق وليس هذا شكاية وانما الشكوى ان يقول لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد ويقول لقد أصابني ما لم يصب أحدا وليس الشكوى ان يقول سهرت البارحة وحممت اليوم ونحو هذا * (ولا) * بأس باظهار المرض عند اخوانه المؤمنين بل يستحب اعلامهم بذلك رجاء ان يدعوا له أو يعودوه فيوجروا * (فعن) * عبد الله بن سنان قال سمعت أبا عبد الله (ع) يقول ينبغي للمريض منكم ان يؤذن اخوانه بمرضه فيعودونه فيوجر فيهم ويوجرون فيه قال فقيل له نعم هم يوجرون فيه لممشاهم إليه فكيف يوجر هو فيهم قال فقال باكتسابه لهم الحسنات فيوجر فيهم فيكتب له بذلك عشر حسنات ويرفع له عشر درجات يمحى بها عنه عشر سيئات * (وفي) * رواية حسن بن راشد قال قال أبو عبد الله (ع) يا حسن إذا نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ولكن اذكرها لبعض اخوانك فإنك لن تعدم خصلة من خصال اربع اما كفاية واما معونة بجاه أو دعوة تستجاب أو مشورة برأي ولا منافاة بين استحباب الكتمان مطلقا واستحباب اعلام الاخوان رجاء لعيادتهم أو دعائهم أو نحوها كما أنه لا منافاة بين استحباب الصوم ورجحان تركه إذا تحقق به إجابة المؤمن كما تقدم تحقيقه غير مرة * (و) * يستحب للمريض ان يأذن لاخوانه المؤمنين في الدخول عليه ففي رواية الوشا عن الرضا (ع) قال إذا مرض أحدكم فليأذن للناس يدخلون عليه فان ليس من أحد الا وله دعوة مستجابة ثم قال أتدري من الناس قلت أمة محمد صلى الله عليه وآله قال الناس هم شيعتنا * (و) * يستحب عيادة المريض المسلم الا
(٣٤٤)
الذهاب إلى صفحة: 344 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 ... » »»