الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ٧
هل هو بتعدد الموضوعات أم بتعدد الاغراض وأن مسائل [1] العلم هي العوارض الذاتية لهذا الموضوع وأن العرض الذاتي ما هو وأن العرض الغريب ما هو فإن هذه كلها مسائل لا طائل لها فيما نحن فيه فلو أعرض عنها الأساتيذ الكرام لكان أولى وأحق (فصل في حجية الظواهر) حجية ظواهر الألفاظ أمر فطري إلهي أودعها معلم البيان لئلا يختل النظام وتتم بها الحجة والبرهان (بيان ذلك) أن الذي جبلت عليه العقول وفطر عليه بارئها حتى يعرفه الطفل المميز بفطرته في جميع الملل والأقوام وفي جميع الألسنة أن يلقوا مقاصدهم بلغاتهم المستعملة بينهم والأنبياء عليهم السلام لم يبعثوا إلا بلسان قومهم كما دلت عليه الآية الشريفة (وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه) و ما كلموا الناس إلا بما يعرفونه بمقتضى لغاتهم وعرفهم حتى إنهم عليهم السلام لو كانت لهم اصطلاحات مخصوصة لبينوها بما يعرفه الناس بلغاتهم وعرفياتهم وتوضيح ذلك بذكر مقدمات فطرية (الأولى) أنه لا ريب في أنه إن كان في ضمير أحد أن يطلب الماء مثلا من ابنه المميز ولم يقل له ولم يطلب منه الماء فذمه بترك إتيان الماء أو ضربه لذلك فيقول له ولده لم تذمني أو تضربني أ قلت لي جئني بالماء فلم آتك به فاستحق بذلك ذمك أو ضربك فالان أنت تظلمني بمجازاتك لي فالله الذي خلقه أودع في فطرته أن العقاب [1] وإن شئت قلت إن مسائل العلم هي محمولات الموضوع ولا تقل العوارض لتبتل بهذه المتاعب التي ابتلوا بها طلاب علوم الدينية
(٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»