الأصول المهذبة (المعروف بخلاصة الأصول) - المجتهد التبريزي - الصفحة ١٣٦
تنبيه آخر مهم من البديهيات التي لا ريب فيها أن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها ولا يكلف الناس بما يوجب اختلال النظام أو يوجب الحرج: ولا ريب أن الناس ليسوا بمكلفين كلهم أن يعرفوا تكاليفهم الشرعية الفرعية عن الأدلة ومداركها المقررة لان ذلك يوجب الحرج الشديد بل اختلال النظام بل لا يمكن لبعضهم.
فاللازم أن يشتغل من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين ويرجع جاهلهم إلى فقيههم لما ارتكز في عقولهم من بارئهم أن يرجع جاهلهم إلى عالمهم في كل فن وعلم وبهذا تمت الحجة عليهم ولولاه لما تمت الحجة على العموم بالأدلة اللفظية لأنهم لا يقدرون على معرفة معانيها وشرائط حجيتها والتفحص عما يعارضها ولو قدروا عليها لكانوا قادرين على الاستنباط ومعرفة كل الاحكام أو بعضها بل إنما تمت الحجة بالدليل الذي جعل الله في عقولهم بجبلتهم التي جبلهم الله عليها.
ولكن هذا الدليل لا يفرق بين الحي والميت إذا كانا متساوين أو كان الميت أفقه وقد قال بعض الاعلام إنا خرجنا من هذا الدليل في التقليد الابتدائي بالاجماع المدعى في كلام جمع من الاعلام واستشكل في - الاجماع بعض الأساطين بأن الاجماع في مثل المقام الذين استند المجمعون إلى وجوه لا يكشف عن قول المعصوم واستند هو دام ظله بظهور الأدلة اللفظية في وجوب الرجوع إلى الحي ولا يخلو عن تأمل لأنها لا تنفي غيره إذ اقتضى الدليل الذي به تمت الحجة وكيف كان فالقدر المتيقن في الرجوع الابتدائي هو الحي ولكن لا إشكال في البقاء ولي عليه دلائل أخرى أيضا ولكن هذه المسألة ومباحث الاجتهاد والتقليد ليست من مباحث أصول الفقه فلذا لم نذكرها
(١٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136