الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ١٣٧
لكم أم على الله تفترون؟! وتفطن كيف قسم مستند الحكم إلى القسمين فما لم يتحقق الاذن فأنت مفتر.
أقول: وقد مر كلام الصادق عليه السلام أيضا في هذا الباب في أواخر الأصل السابق.
الوجه الثاني (1) - قوله تعالى: ألم يؤخذ عليكم ميثاق الكتاب ان لا تقولوا على الله إلى الحق. وقوله عز وجل: ان الظن لا يغني من الحق شيئا. وقوله تعالى: ولا تقف ما ليس لك به علم. وقوله تعالى: ان هم الا يظنون (2). وتخصيص تلك الآيات بأصول الدين كما وقع من الأصوليين بناء على أن الضرورة ألجأت إلى التمسك في الفروع بالظن اما مطلقا أو بعد النبي صلى الله عليه وآله (3) ولمن بعد عنه في زمانه كما زعمه آخرون خيال ضعيف جدا.
الوجه الثالث (4) - ان خلاصة ما استدلت به الإمامية على عصمة الامام انه لولا

١ - انظر ص ٩٢ من الفوائد المدنية.
٢ - في الفوائد بعده: " وان هم الا يخرصون وقوله تعالى: ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون وغيرها من الآيات الشريفة ".
٣ - نص عبارة الفوائد بعده هذا: " كما هو زعم العامة أو في زمن الغيبة الكبرى كما هو زعم جمع من متأخري أصحابنا ولمن بعد عن الامام في زمن حضوره كما هو زعم الفاضل المدقق الشيخ علي ومن وافقه من تبعته خيال ضعيف سيجئ جوابه في كلامنا إن شاء الله تعالى ".
٤ - نص عبارة الأمين (ره) في الفوائد هذا:
" الوجه الثالث - ان خلاصة ما استدلت به الإمامية على وجوب عصمة الإمام (ع) وهو انه لولا ذلك لزم امره تعالى عباده باتباع الخطأ وذلك قبيح عقلا جارية في وجوب اتباع ظن المجتهد فعلم أنه ليس بواجب الاتباع وإذ لم يكن واجبا لم يكن جائزا إذ لا قائل بالفصل وبعبارة أخرى إذ الجواز هنا تستلزم الوجوب باجماعهم بل في كتاب المحاسن رسالة منقولة عن الصادق (ع) فيها استدل بهذا الدليل على امتناع العمل بظن المجتهدين والخبر الخالي عن القرائن المفيدة للقطع وأشباههما وهذا نقض أورده الفخر الرازي على الامامية وجوابه ان هذا النقض لا يرد على الأخباريين لأنهم لا يعتمدون في احكامه تعالى على الظن، ويرد على المتأخرين وليس بحمد الله عن ذلك مفر ".
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»