الأصول الأصيلة - الفيض القاساني - الصفحة ١٤٨
إليهم لعلهم يحذرون. وباسناده عنه (ع) قال (1): عليكم بالتفقه في دين الله ولا تكونوا أعرابا فإنه من لم يتفقه في دين الله لم ينظر الله إليه يوم القيامة ولم يزك له عملا. وباسناده الصحيح عنه (ع) قال (2): لوددت ان أصحابي ضربت رؤوسهم بالسياط حتى يتفقهوا. وفي رواية أخرى: ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام (3). وفي حديث آخر (4) عنه (ع): لو اتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته. وباسناده الصحيح عنه (ع) قال (5) ان آية الكذاب بان يخبرك خبر السماء والأرض والمشرق والمغرب فإذا سألته

1 - قال المصنف (ره) بعد ايراده في الوافي (ج 1، ص 28 من الطبعة الثانية):
" بيان - لم ينظر الله إليه يعني بعين اللطف والعناية لان قلبه مظلم فلا يصلح لان يقع موقع نظر الله سبحانه، والنظر يكنى به عن الرأفة والعطوفة والاختيار كما يكنى بتركه عن الغضب والمقت والكراهة، ولم يزك له عملا لان العامل من غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزداده كثرة السير الا بعدا ".
2 - قال بعد نقله في الوافي (ج 1 ص 28): " بيان - السياط جمع سوط وهو ما يجلد به ".
3 و 4 - رواهما البرقي في المحاسن (انظر الحديث الحادي والستين بعد المائة وكذا الحديث الخامس والستين بعد المائة من كتاب مصابيح الظلم، ص 229 - 228) ونقلهما المجلسي (ره) في المجلد الأول من البحار في باب العلوم التي امر الناس بتحصيلها (ص 66 من طبعة امين الضرب).
5 - هو الحديث الثامن من أحاديث باب الكذب من الكافي (انظر ج 2 مرآة العقول ص 325) قال المجلسي (ره) في شرحه: " السند صحيح قوله (ع): بان يخبرك كأن الباء زائدة، أو التقدير تعلم بان يخبرك، وانما كان هذا آية الكذاب لأنه لو كان علمه بالوحي والالهام لكان أحرى بان يعلم الحلال والحرام لان الحكيم العلام يفيض على الأنام ما هم أحوج إليه من الحقائق والاحكام، وكذا لو كان بالوراثة عن الأنبياء والأوصياء عليهم السلام ولو كان بالكشف فعلي تقدير امكان حصوله لغير الحجج عليهم السلام فالعلم بحقائق الأشياء على ما هي عليه لا يحصل لاحد الا بالتقوى وتهذيب السر عن رذائل الأخلاق قال الله تعالى: واتقوا الله ويعلمكم الله ولا يحصل التقوى بالاقتصار على الحلال والاجتناب عن الحرام ولا يتيسر ذلك الا بالعلم بالحلال والحرام فمن أخبر عن شئ من خالق الأشياء ولم يكن عنده علم بالحلال والحرام فهو لا محالة كذاب يدعى ما ليس له ".
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»