عدة الأصول (ط.ق) - الشيخ الطوسي - ج ٣ - الصفحة ١٥
في معرفة البيان على الرسول صلى الله عليه وآله والرجوع في تفصيل ذلك إليه وإذا جاز أن يخاطب بما لا يفهمه تعويلا على انا نعرف المراد من جهة غيره والا جاز أن يخاطبنا بذلك ويعول بنا على الرجوع إليه في معرفة البيان وان فرقوا بين الامرين بأن يقولوا إذا كان البيان عند الرسول وخاطبنا بالمجمل فنحن متمكنون من العلم بالمراد قلنا وإذا خاطبنا بالمجمل وعول بنا على مسألة عن بيانه والرجوع إليه في تفصيله فنحن أيضا متمكنون من العلم بالمراد ولا فرق بين الامرين وقد استويا في ان البيان لم يقترن بالخطاب وانما التعويل فيه على الرجوع إلى مترجم ومبين فأي فرق بين أن يكون هذا المبين هو الله تعالى أو رسوله فان قال ما ذكرتموه يقتضى أن يكون ذلك عبثا لأنه طول زمان المعرفة بغير فايدة وقد كان قادرا بدلا من أن يخاطبه بالمجمل ثم يلزمه سؤاله عن معناه فيبين له أن يبتدى ببيان ذلك له قلنا فالا كان ما ذكرتموه وأجزتموه أيضا عبثا لأنه كان قادرا على أن يخاطبه مقترنا بالبيان ولا تكلفه الرجوع إلى الرسول ومعرفة المراد لأنه تطويل البيان وطريق المعرفة فان قلتم هذا التطويل يمكن أن يتعلق به مصلحة قيل لكم فيما أنكرتموه مثل مثل ذلك ومما يضيق عليهم الكلام انهم تخيرون أن يخاطب بالمجمل ويمكن بيانه في الأصول ويكلف المخاطب الرجوع إلى الأصول فيعرف المراد فإذا قيل لهم ما الذي يجب أن يعتقد هذا المخاطب إلى أن يرجع إلى الأصول فيعرف المراد قالوا يجب أن يتوقف عن اعتقاد التفصيل ويعتقد على الجملة انه يمتثل ما يبين له وهذا يطرق عليهم ما قاله مجوز تأخير بيان المجمل من وجوب اعتقاد الجملة دون التفصيل وانتظار البيان واي فرق بين أن يكلف زمانا قصيرا من غير فهم المراد على سبيل التفصيل الاعتقاد الذي ذكروه ويحسن ذلك وبين أن يكلف زمانا طويلا مثل ذلك فإذا قال إذا كان البيان في الأصول فهو يتمكن من معرفة قلنا أو ليس هذا المخاطب إلى أن يتأمل الأصول ويقع يقف ظ) على البيان يكلف الاعتقاد المجمل الذي ذكرتموه على وجه حسن ولابد من زمان مقصود لا يمكنه معرفة المراد فيه لان تأمل الأصول والرجوع إليها حتى يعلم حصول البيان فيها أو خلوها منه لابد فيه من زمان قصر أو طال وإذا جاز أن يخاطب بما لا يتمكن من معرفة المراد به بالرجوع إلى الرسول أو بتأمل الأصول أن يجوزوا أن يكون متمكنا من ذلك بالرجوع إليه تعالى ولا فرق بين الامرين وبعد فإذا كان الخطاب يحسن بالمجمل وفي الأصول بيانه متى تأمل وكذلك إذا عول به على بيان الرسول يحسن أيضا فأي فرق بين ذلك وبين خطاب العربي بالزنجية أو ليس الموضعان متساويين في أن المراد في حال الخطاب غير مفهوم فان قلتم الفرق بينهما ان الخطاب بالزنجية لا طريق إلى العلم بالمراد به وهيهنا إلى العلم بالمراد طريق اما بالنظر في الأصول ومعرفة البيان منها أو بالرجوع إلى بيان الرسول قلنا لكم فأجيزوا أن يخاطبه بالزنجية ويقول به على سؤال من يعرف في الزنجية تفسير ذلك وبيان الغرض فيه أو يعول به على أن يتعلم لغة الزنج فذلك ممكن له وسهل عليه كما
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 فصل في ذكر الوجوه التي تحتاج الأشياء فيها إلى بيان وما يقع به البيان 2
2 فصل فيما ألحق بالمجمل وليس منه وما أخرج منه وهو داخل فيه 7
3 فصل في ذكر جواز تأخير التبليغ والمنع من جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة 11
4 فصل في ذكر جواز تأخير البيان عن وقت الخطاب وذكر الخلاف فيه 12
5 فصل في أن المخاطب بالعام هل يجوز أن يسمعه وإن لم يسمع الخاص أو لا يجوز 19
6 فصل في القول في دليل الخطاب واختلاف الناس فيه 19
7 فصل في ذكر حقيقة النسخ وبيان شرائطه والفصل بينه وبين البداء 25
8 فصل في ذكر ما يصح معنى النسخ فيه من أفعال المكلف وما لا يصح وبيان شرائطه 30
9 فصل في ذكر جواز نسخ الشرعيات 32
10 فصل في ذكر جواز نسخ الحكم دون التلاوة ونسخ التلاوة دون الحكم 36
11 فصل في نسخ الشيء وقبل وقت فعله ما حكمه 37
12 فصل في أن الزيادة في النص هل يكون نسخا أولا 40
13 فصل في أن النقصان من النص هل هو نسخ أم لا والخلاف فيه 43
14 فصل في نسخ الكتاب بالكتاب والسنة بالسنة ونسخ الاجماع والقياس وتجويز القول في النسخ بهما 44
15 فصل في ذكر نسخ القرآن بالسنة والسنة بالقرآن 45
16 فصل في ذكر الطريق الذي يعرف به الناسخ والمنسوخ ومعرفة تاريخها 50
17 فصل في ذكر جملة من أحكام الافعال ومن يضاف اليه واختلاف وأحوالهم 51
18 فصل في ذكر المعنى التأسي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وهل يجب اتباعه في افعاله عقلا أو سمعا وكيف القول فيه 52
19 فصل في الدلالة على أن افعاله صلى الله عليه وآله كلها ليست على الوجوب 55
20 فصل في ذكر الوجوه التي يقع عليها أفعاله صلى الله عليه وآله وبيان الطريق إلى معرفة ذلك 57
21 فصل في ذكر افعاله إذا اختلف هل يصح فيها التعارض أم لا؟ 59
22 فصل في أنه صلي الله عليه وآله هل كان متعبدا بشريعة من كان قبله من الأنبياء أم لا؟ 60
23 (الكلام في الاجماع) فصل في ذكر اختلاف الناس في الاجماع هل هو دليل أم لا؟ 64
24 فصل في كيفية العلم بالاجماع ومن يعتبر قوله فيه 75
25 فصل فيما يتفرع على الاجماع من حيث كان اجماعا عند من قال بذلك... 81
26 (الكلام في القياس) فصل في ذكر حقيقة القياس واختلاف الناس في ورود العبادة به 82
27 فصل في الكلام على من أحال القياس عقلا على اختلاف عللهم 84
28 فصل في أن القياس في الشرع لا يجوز استعماله 89
29 (الكلام في الاجتهاد) فصل في ذكر صفات المفتى والمستفتي وبيان أحكامهما 114
30 فصل في أن النبي صلى الله عليه وآله هل كان مجتهدا في شيء من الاحكام... 116
31 (الكلام في الحظر والإباحة) فصل في ذكر حقيقة الحظر والإباحة 117
32 فصل في ذكر بيان الأشياء التي يقال انها على الحظر والإباحة... 117
33 فصل في ذكر النافي هل عليه دليل أم لا والكلام في استصحاب الحال 123
34 فصل في ذكر ما يعلم على ضربين بالعقل والسمع 125