تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٣٠١
الهجرة عنها إلى بلد حق; وقاله مالك.
وقوله سبحانه: * (كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون) * تحقير لأمر الدنيا ومخاوفها، كأن بعض المؤمنين نظر في عاقبة تلحقه في خروجه من وطنه; أنه يموت أو يجوع ونحو هذا; فحقر الله سبحانه شأن الدنيا، أي وأنتم لا محالة ميتون ومحشورون إلينا، فالبدار إلى طاعة الله والهجرة إليه أولى يمتثل. ذكر هشام بن عبد الله القرطبي في تاريخه المسمى ب‍ " بهجة النفس " قال: بينما المنصور جالس في منزله في أعلى قصره; إذ جاءه سهم عائد فسقط بين يديه; فذعر المنصور منه ذعرا شديدا، ثم اخذه فجعل يقلبه، فإذا مكتوب عليه بين الريشتين: [الوافر] - أتطمع في الحياة إلى التنادي * وتحسب أن مالك من معاد - - ستسأل عن ذنوبك والخطايا * من وتسأل بعد ذاك عن العباد - ومن الجانب الآخر: [البسيط] - أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت * بن ولم تخف سوء ما يأتي به القدر - - وساعدتك هذه الليالي فاغتررت بها * وعند صفو الليالي يحدث الكدر - وفى الآخر: [البسيط] - هي المقادير تجري في أعنتها * فاصبر فليس لها صبر على حال - - يوما تريك خسيس القوم ترفعه * إلى السماء ويوما تخفض العالي - / ثم قرأ على الجانب الآخر من السهم: [البسيط] - من يصحب الدهر لا يأمن تصرفه * يوما فللدهر إحلاء سنة وإمرار -
(٣٠١)
مفاتيح البحث: الموت (3)، الصبر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381