تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٦
وقوله: * (وجعلني من المرسلين) * درجة ثانية للنبوءة، فرب نبي ليس برسول.
وقوله: * (وتلك نعمة تمنها على) * الآية: قال قتادة: هذا من موسى على جهة الإنكار على فرعون كأنه يقول: أو يصح لك أن تعد علي نعمة ترك قتلي من أجل أنك ظلمت بني إسرائيل وقتلتهم؟! أي: ليست بنعمة; لأن الواجب كان ألا تقتلني ولا تقتلهم، ولا تستعبدهم، وقرأ الضحاك: " وتلك نعمة ما لك أن تمنها على " وهذه قراءة تؤيد هذا التأويل، وقال الطبري والسدي: هذا الكلام من موسى عليه السلام علي جهة الإقرار بالنعمة كأنه يقول: نعم، وتربيتك نعمة علي; من حيث عبدت غيري وتركتني، ولكن ذلك لا يدفع رسالتي، ولما لم يجد فرعون حجة رجع إلى معارضة موسى في قوله: * (وما رب العالمين) * واستفهمه استفهاما فقال موسى / هو * (رب السماوات والأرض...) * الآية، فقال فرعون عند ذلك: * (ألا تستمعون) *: على معنى الإغراء والتعجب من شنعة المقالة [إذ] كانت عقيدة القوم; أن فرعون ربهم ومعبودهم، والفراعنة قبله كذلك، فزاده موسى في البيان بقوله: * (ربكم ورب آبائكم الأولين) * فقال فرعون حينئذ على جهة الاستخفاف: * (أن رسولكم الذي أرسل إليكم لمجنون) * فزاده موسى في بيان الصفات التي تظهر نقص فرعون، وتبين أنه في غاية البعد عن القدرة عليها، وهي ربوبية المشرق والمغرب، ولم يكن لفرعون إلا ملك مصر، ولما انقطع فرعون في باب الحجة، رجع إلى الاستعلاء والتغلب فقال لموسى: * (لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين) * وفي
(٢٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381