تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٦٥
وقوله عز وجل: * (إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا...) * الآية الهاء في * (أنه) *: مبهمة: وهي ضمير الأمر والشأن، والفريق المشار إليه: كل مستضعف من المؤمنين يتفق أن تكون حاله مع كفار مثل هذه الحال، ونزلت الآية في كفار قريش مع صهيب، وعمار، وبلال، ونظرائهم، ثم هي عامة فيمن جرى مجراهم قديما وبقية الدهر، وقرأ نافع وحمزة والكسائي: " سخريا " بضم السين، والباقون بكسرها; فقيل هما بمعنى واحد; ذكر ذلك الطبري.
وقال ذلك أبو زيد الأنصاري: إنهما بمعنى الهزء، وقال أبو عبيدة وغيره: إن ضم السين من السخرة والاستخدام، وكسرها من السخر وهو الاستهزاء، ومعنى الاستهزاء هنا أليق; ألا ترى إلى قوله * (وكنتم منهم تضحكون) *.
وقوله سبحانه: كم لبثتم في الأرض عدد سنين...) * الآية قوله: * (في الأرض) * قال الطبري معناه: في الدنيا أحياء، وعن هذا وقع السؤال، ونسوا لفرط هول العذاب حتى قالوا: * (يوما أو بعض يوم) *، والغرض توقيفهم على أن أعمارهم قصيرة أداهم الكفر فيها إلى عذاب طويل، عافانا الله من ذلك بمنه وكرمه!.
وقال الجمهور: ومعناه: كم لبثتم في جوف التراب أمواتا؟ قال * ع *: وهذا هو
(١٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 160 161 162 163 164 165 166 167 168 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381