تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٤ - الصفحة ١٣٩
عرصة ظل فيهم مرؤ جائعا، فقد برئت منهم ذمة الله " انتهى من " الكوكب الدري " وقوله سبحانه: * (وجاهدوا في الله حق جهاده) * قالت فرقة: الآية في قتال الكفار.
وقالت بل: هي أعم من هذا، وهو جهاد النفس، وجهاد الكفار والظلمة، وغير ذلك، أمر الله عباده بأن يفعلوا ذلك في ذات الله حق فعله.
قال * ع *: والعموم أحسن، وبين أن عرف اللفظة يقتضي القتال في سبيل الله.
وقوله: * (هو اجتباكم) * [أي: تخيركم]، * (وما جعل عليكم في الدين من حرج) * أي: من تضييق، وذلك أن الملة حنيفية سمحة، ليست كشدائد بني إسرائيل وغيرهم، بل فيها التوبة والكفارات، والرخص، ونحو هذا مما يكثر عده، ورفع الحرج عن هذه الأمة لمن استقام منهم على منهاج الشرع، وأما السلابة والسراق وأصحاب الحدود فهم أدخلوا الحرج على أنفسهم بمفارقتهم الدين، وليس في الدين أشد من إلزام رجل لاثنين في سبيل الله، ومع صحة اليقين، وجودة العزم ليس بحرج و * (ملة) * نصب بفعل مضمر من أفعال الإغراء.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مريم 5
2 طه 43
3 الأنبياء 79
4 الحج 106
5 المؤمنون 141
6 النور 167
7 الفرقان 202
8 الشعراء 224
9 النمل 242
10 القصص 263
11 العنكبوت 288
12 الروم 305
13 لقمان 318
14 السجدة 326
15 الأحزاب 334
16 سبأ 363
17 فاطر 381