تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٥٥
أي: بشرط الإيمان والتوحيد، وإلا فلا ينفع عمل دون إيمان، و (لا تقعدوا بكل صراط...) الآية: قال السدي: هذا نهي عن العشارين والمتغلبين ونحوه من أخذ أموال الناس بالباطل، و " الصراط ": الطريق، وذلك أنهم كانوا يكثرون من هذا، لأنه من قبيل بخسهم ونقصهم الكيل والوزن، وقال أبو هريرة رضي الله عنه: هو نهي عن السلب وقطع الطرق، وكان ذلك من فعلهم، وروي في ذلك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، وما تقدم من الآية يؤيد هذين القولين، وقال ابن عباس وغيره: قوله: (ولا تقعدوا) نهى لهم عما كانوا يفعلونه من رد الناس عن شعيب وذلك أنهم كانوا يقعدون على الطرقات المفضية إلى شعيب، فيتوعدون من أراد المجيء إليه، ويصدونه، وما بعد هذا من الألفاظ يشبه هذا من القول، والضمير في " به " يحتمل أن يعود على اسم الله، وأن يعود على شعيب في قول من رأى القعود على الطرق للرد عن شعيب، قال الداوودي: وعن مجاهد (يبغونها عوجا):
يلتمسون لها الزيغ. انتهى.
ثم عدد عليهم نعم الله تعالى، وأنه كثرهم بعد قلة عدد.
وقيل: أغناهم بعد فقر، ثم حذرهم ومثل لهم بمن امتحن من الأمم، وقوله: (وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا...) الآية: قوله:
(فاصبروا) تهديد للطائفة الكافرة، وقولهم: (أو لتعودن في ملتنا) معناه: أو لتصيرن، و " عاد " في كلام العرب على / وجهين:
أحدهما: عاد الشئ إلى حال قد كان فيها قبل ذلك، وهي على هذا الوجه لا تتعدى، فإن عديت، فبحرف، ومنه قول الشاعر: [الطويل] ألا ليت أيام الشباب جديد * وعمرا تولى يا بثين يعود
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة