تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٠
وقوله سبحانه: (تالله لقد أرسلنا إلى أمم من قبلك...) الآية: هذه آية ضرب مثل لهم بمن سلف، في ضمنها وعيد لهم، وتأنيس للنبي صلى الله عليه وسلم، وقوله: (فهو وليهم اليوم): يحتمل أن يريد ب‍ (اليوم) يوم الإخبار، ويحتمل أن يريد يوم القيامة، أي: وليهم في اليوم المشهور.
وقوله سبحانه: (إلا لتبين لهم الذي اختلفوا فيه): (لتبين): في موضع المفعول من أجله، أي: إلا لأجل البيان، و (الذي اختلفوا فيه): لفظ عام لأنواع كفر الكفرة، لكن الإشارة هنا إلى تشريكهم الأصنام في الإلهية.
ثم أخذ سبحانه ينص العبر المؤدية إلى بيان وحدانيته، وعظيم قدرته، فبدأ بنعمة المطر التي هي أبين العبر، وهي ملاك الحياة، وهي في غاية الظهور، لا يخالف فيها عاقل.
وقوله: (مما في بطونه): الضمير عائد على الجنس، وعلى المذكور، وهذا كثير.
وقوله سبحانه: (سائغا للشاربين) / " السائغ ": السهل في الشرب اللذيذ.
* ت *: وعن ابن عباس، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من أطعمه الله طعاما، فليقل:
اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرا منه، ومن سقاه الله لبنا، فليقل: اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه "، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس شئ يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن "، رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي، واللفظ له: هذا حديث حسن، انتهى من " السلاح ".
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة