تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٢٦
تخوفهم حتى أذل سراتهم * بطعن ضرار بعد فتح الصفائح وهذا التنقص يتجه به الوعيد على معنيين:
أحدهما: أن يهلكهم ويخرج أرواحهم على تخوف، أي: أفذاذا يتنقصهم بذلك الشئ بعد الشئ، ويصيرهم إلى ما أعد لهم من العذاب، وفي هذه الرتبة الثالثة من الوعيد رأفة ورحمة وإمهال، ليتوب التائب، ويرجع الراجع، والثاني: ما قاله الضحاك: أن يأخذ بالعذاب طائفة أو قرية، ويترك أخرى، ثم كذلك حتى يهلك الكل.
وقالت فرقة: " التخوف " هنا: من الخوف، أي: فيأخذهم بعد تخوف ينالهم / يعذبهم به.
وقوله سبحانه: (أو لم يروا إلى ما خلق الله من شئ...) الآية: قوله: (من شئ) لفظ عام في كل شخص وجرم له ظل كالجبال والشجر وغير ذلك، وفاء الظل رجع، ولا يقال: الفيء إلا من بعد الزوال، في مشهور كلام العرب، لكن هذه الآية:
الاعتبار فيها من أول النهار إلى آخره فكأن الآية جارية في بعض، على تجوز كلام العرب واقتضائه، والرؤية، هنا: رؤية القلب ولكن الاعتبار برؤية القلب هنا إنما تكون في مرئيات بالعين، و (عن اليمين والشمائل)، هنا: فيه تجوز واتساع، وذكر الطبري عن الضحاك، قال: إذا زالت الشمس، سجد كل شئ قبل القبلة من نبت أو شجر، ولذلك كان الصالحون يستحبون الصلاة في ذلك الوقت. قال الداوودي: وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أربع
(٤٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 424 425 426 427 428 429 430 431 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة