تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤١٣
ورحمته وتنعيمه طريقه، وإلى ذلك مصيره، و " طريق قاصد ": معناه: بين مستقيم قريب، والألف واللام في (السبيل)، للعهد، وهي سبيل الشرع.
وقوله: (ومنها جائر): يريد طريق اليهود والنصارى وغيرهم، فالضمير في (منها) يعود على السبل التي يتضمنها معنى الآية.
وقوله سبحانه: (فيه تسيمون): يقال: أسام الرجل ماشيته، إذا أرسلها ترعى.
وقوله سبحانه: (وما ذرأ لكم): ذرأ: معناه: بث ونشر.
و (مختلفا ألوانه) أي أصنافه، ويحتمل أن يكون التنبيه على اختلاف الألوان من حمرة وصفرة وغير ذلك، والأول أبين.
وقوله سبحانه: (وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون): البحر: الماء الكثير، ملحا كان أو عذبا.
قال ابن العربي في " أحكامه ": قوله تعالى: (وتستخرجوا منه حلية تلبسونها):
يعني به اللؤلؤ والمرجان، وهذا امتنان عام للرجال والنساء، فلا يحرم عليهم شئ من ذلك. انتهى. و (مواخر): جمع ماخرة، والمخر، في اللغة: الصوت الذي يكون من هبوب الريح على شئ يشق أو يصحب في الجملة الماء، فيترتب منه أن يكون المخر من الريح، وأن يكون من السفينة ونحوها، وهو في هذه الآية من السفن، وقال بعض النحاة:
المخر، في كلام العرب: الشق، يقال: مخر الماء الأرض، وهذا أيضا بين أن يقال فيه للفلك مواخر.
وقوله: (وسبلا لعلكم تهتدون): يحتمل: تهتدون في مشيكم وتصرفكم في السبل،
(٤١٣)
مفاتيح البحث: السفينة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 418 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة