تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤١١
من أمر الله على صور بني آدم، وما ينزل من السماء ملك إلا ومعه روح، كالحفيظ عليه، لا يتكلم ولا يراه ملك، ولا شئ مما خلق الله، وعن مجاهد: الروح: خلق من خلق الله، لهم أيد وأرجل. انتهى، والله أعلم بحقيقة ذلك، وهذا أمر لا يقال بالرأي، فإن صح فيه شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجب الوقوف عنده انتهى، و " من " في قوله: (من يشاء) هي للأنبياء.
وقوله تعالى: (خلق الإنسان من نطفة): يريد ب‍ " الإنسان " الجنس، وقوله:
(خصيم) يحتمل أن يريد به الكفرة الذين يجادلون في آيات الله، قاله الحسن البصري، ويحتمل أن يريد أعم من هذا، على أن الآية تعديد نعمة الذهن والبيان على البشر.
وقوله سبحانه: (والأنعام خلقها لكم فيها دفء): ال‍ (دفء): السخانة، وذهاب البرد بالأكسية ونحوها، وقيل: ال‍ (دفء): تناسل الإبل، وقال ابن عباس: هو نسل كل شئ، والمعنى الأول هو الصحيح، وال‍ (منافع): ألبانها وما تصرف منها، وحرثها والنضح عليها وغير ذلك.
وقوله: (جمال)، أي: في المنظر، و (تريحون): معناه: حين تردونها وقت الرواح إلى المنازل، و (تسرحون): معناه: تخرجونها غدوة إلى السرح، و " الأثقال ":
الأمتعة، وقيل: الأجسام، كقوله: (وأخرجت الأرض أثقالها) [الزلزلة: 2] أي: أجساد بني آدم، وسميت الخيل خيلا، لاختيالها في مشيتها.
(٤١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 406 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة