تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٤٠٧
إلى أن السبع هنا: آيات الفاتحة، وهو نص حديث أبي بن كعب وغيره.
* ت *: وهذا هو الصحيح، وقد تقدم بيان ذلك أول الكتاب.
وقوله سبحانه: (لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم): حكى الطبري عن سفيان بن عيينة، أنه قال: هذه الآية آمرة بالاستغناء بكتاب الله عن جميع زينة الدنيا.
قال * ع *: فكأنه قال: آتيناك عظيما خطيرا، فلا تنظر إلى غير ذلك من أمور الدنيا وزينتها التي متعنا بها أنواعا من هؤلاء الكفرة، ومن هذا المعنى: قول النبي صلى الله عليه وسلم:
" من أوتي القرآن، فرأى أن أحد أعطي أفضل مما أعطي، فقد عظم صغيرا وصغر عظيما ".
* ت *: وفي " صحيح مسلم " عن أبي سعيد قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخطب الناس، فقال: " لا والله، ما أخشى عليكم، أيها الناس، إلا ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا... " الحديث، وفي رواية: " أخوف ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من زهرة الدنيا "، قالوا: وما زهرة الدنيا، يا رسول الله؟ قال: " بركات الأرض... " الحديث، وفي رواية: " إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح لكم من زهرة الدنيا وزينتها... ".
الحديث، انتهى. والأحاديث في هذه الباب أكثر من أن يحصيها كتاب، قال الغزالي في " المنهاج ": وإذا أنعم الله عليك بنعمة الدين، فإياك أن تلتفت إلى الدنيا وحطامها، فإن ذلك منك لا يكون إلا بضرب من التهاون بما أولاك مولاك من نعم الدارين، أما تسمع قوله تعالى لسيد المرسلين: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم * لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم...) الآية، تقديره: إن من أوتي القرآن العظيم حق له ألا ينظر إلى الدنيا الحقيرة نظرة باستحلاء، فضلا عن أن يكون له فيها رغبة، فليلتزم الشكر على ذلك، فإنه الكرامة التي حرص عليها الخليل لأبيه، والمصطفى عليه السلام لعمه، فلم يفعل، وأما حطام الدنيا، فإن الله سبحانه يصبه على كل كافر وفرعون وملحد وزنديق
(٤٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 402 403 404 405 406 407 408 409 410 411 412 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة