تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٧
وقوله: (بقيت الله خير لكم): قال ابن عباس: معناه: الذي يبقي الله لكم من أموالكم بعد توفيتكم / الكيل والوزن خير لكم مما تستكثرون به على غير وجهه، وهذا تفسير يليق بلفظ الآية، وقال مجاهد: معناه: طاعة الله، وهذا لا يعطيه لفظ الآية.
قال * ص *: وقرأ الحسن: " تقية الله "، أي: تقواه.
قال * ع *: وإنما المعنى عندي: إبقاء الله عليكم إن أطعتم، وقولهم:
(أصلوتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا): قالت فرقة: أرادوا الصلوات المعروفة، وروي أن شعيبا عليه السلام كان أكثر الأنبياء صلاة، وقال الحسن: لم يبعث الله نبيا إلا فرض عليه الصلاة والزكاة، وقيل: أرادوا: أدعواتك، وذلك أن من حصل في رتبة من خير أو شر، ففي الأكثر تدعوه رتبته إلى التزيد من ذلك النوع، فمعنى هذا: لما كنت مصليا، تجاوزت إلى ذم شرعنا وحالنا، فكأن حاله من الصلاة جسرته على ذلك، فقيل: أمرته، كما قال تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) [العنكبوت: 45].
قال * ص *: وع *: (أو أن نفعل): معطوف على (ما يعبد)، و " أو " للتنويع، انتهى. وظاهر حالهم الذي أشاروا إليه هو بخس الكيل والوزن الذي تقدم ذكره، وروي أن الإشارة إلى قرضهم الدينار والدرهم، وإجراء ذلك مع الصحيح على جهة التدليس، قاله محمد بن كعب القرضي، وتؤول أيضا بمعنى تبديل السكك التي يقصد بها أكل أموال الناس، قال ابن العربي: قال ابن المسيب: قطع الدنانير والدراهم من الفساد في
(٢٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 292 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة