تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ٢٩٥
الناس بالشر، فهو من العصابة، ثم كثر وصفهم لليوم بعصيب، ومنه: [الوافر] ................ * وقد سلكوك في يوم عصيب وبالجملة ف‍ " عصيب ": في موضع شديد وصعب الوطأة، و (يهرعون) معناه:
يسرعون، (ومن قبل كانوا يعملون السيئات): أي: كانت عادتهم إتيان الفاحشة في الرجال.
وقوله: (هؤلاء بناتي هن أطهر لكم): يعني: بالتزويج، وقولهم: (وإنك لتعلم ما نريد): إشارة إلى الأضياف، فلما رأى لوط استمرارهم في غيهم، قال: على جهة التفجع والاستكانة: (لو أن لي بكم قوة).
قال * ع *: " لو أن ": جوابها محذوف، أي: لفعلت كذا وكذا، ويروى أن الملائكة وجدت عليه، حين قال هذه الكلمات، وقالوا: إن ركنك لشديد، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد فالعجب منه لما استكان ".
قال * ع *: وإنما خشي لوط عليه السلام أن يمهل الله أولئك العصابة حتى يعصوه في الأضياف، كما أمهلهم فيما قبل ذلك، ثم إن جبريل عليه السلام ضرب القوم بجناحه، فطمس أعينهم، ثم أمروا لوطا بالسرى، وأعلموه بأن العذاب نازل بالقوم، فقال لهم لوط: فعذبوهم الساعة، فقالوا له: (إن موعدهم الصبح)، أي: بهذا أمر الله، ثم أنسوه في قلقه بقولهم: (أليس الصبح بقريب)، و " القطع ": القطعة من الليل.
قال * ص *: (إلا امرأتك): ابن كثير وأبو عمرو بالرفع، والباقون بالنصب، فقيل: كلاهما استثناء من (أحد)، وقيل: النصب على الاستثناء من (أهلك) انتهى.
(٢٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 300 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة