تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٩٢
" أذن "، ورفع " خير "، - وهذا جار على تأويله المتقدم، والمعنى: من يقبل معاذيركم خير لكم، ورويت هذه القراءة عن عاصم، ومعنى " أذن خير " على الإضافة: أي سماع خير وحق، و (يؤمن بالله): معناه: يصدق بالله، (ويؤمن للمؤمنين): قيل: معناه: ويصدق المؤمنين، واللام زائدة، وقيل: يقال: آمنت لك، بمعنى: صدقتك، ومنه: (وما أنت بمؤمن لنا) [يوسف: 17].
قال * ع *: وعندي أن هذه التي معها اللام في ضمنها باء، فالمعنى: ويصدق للمؤمنين بما يخبرونه به، وكذلك قوله: (وما أنت بمؤمن لنا) بما نقوله.
* ت *: ولما كانت أخبار المنافقين تصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم تارة بإخبار الله له، وتارة بإخبار المؤمنين، وهم عدول، ناسب اتصال قوله سبحانه: (يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين)، بما قبله، ويكون التصديق هنا خاصا بهذه القضية، وإن كان ظاهر اللفظ عاما، إذ من المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم لم يزل مصدقا بالله، وقرأ جميع السبعة إلا حمزة و " رحمة " - بالرفع -، عطفا على " أذن "، وقرأ حمزة وحده: و " رحمة " - بالخفض -، عطفا على " خير "، وخصص الرحمة للذين آمنوا، إذ هم الذين فازوا ونجوا بالرسول عليه السلام، (يحلفون بالله لكم): يعني: المنافقين.
وقوله: (والله ورسوله أحق أن يرضوه): التقدير عند سيبويه: والله أحق أن يرضوه، ورسوله أحق أن يرضوه، فحذف الخبر من الجملة الأولى، لدلالة الثانية عليه.
وقيل: الضمير في " يرضوه " عائد على المذكور، كما قال رؤبة: [الرجز] فيها خطوط من سواد وبلق * كأنه في الجلد توليع البهق أي: كأن المذكور.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة