تفسير الثعالبي - الثعالبي - ج ٣ - الصفحة ١٨٩
وإما لبلغة تكون له، كالحلوبة وما أشبهها، والمسكين هو الذي يقترن بفقره تذلل وخضوع وسؤال، فهذه هي المسكنة، ويقوي هذا أن الله سبحانه قد وصف بني إسرائيل بالمسكنة، وقرنها بالذلة مع غناهم، وإذا تأملت ما قلناه، بأن أنهما صنفان موجودان في المسلمين.
* ت *: وقد أكثر الناس في الفرق بين الفقير والمسكين، وأولى ما يعول عليه ما ثبت في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد روى مالك، عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ليس المسكين بهذا الطواف الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، إنما المسكين الذي ليس له غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس "، انتهى. وأول أبو عمر في " التمهيد " هذا الحديث، فقال: كأنه أراد - والله أعلم - ليس المسكين على تمام المسكنة، وعلى الحقيقة، إلا الذي لا يسأل الناس.
انتهى.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة