الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ١٥٣
بسم الله الرحمن الرحيم لعلك قد قرع سمعك في تضاعيف المباحث الفقهية ما حكموا به من كراهة بعض العبادات، وما يشكك عليه من أن العبادة لا بد أن تكون راجحة، فكيف تجامع الكراهة؟!
فلا [بأس] علينا أن نرسل عنان القلم لتحقيق الأمر فيه، كي لا نخرج فيه عن الصواب، كما اتفق من كثير من الأصحاب.
فنقول:
إنه لم يرد في الشرع من العبادات ما تعلق الكراهة بذاتها من حيث هي، حتى ينافي رجحانها، بل كل ما ورد الحكم فيه بالكراهة على عبادة فإنما هو باعتبار الوصف، كالصلاة في الحمام (1) مثلا، والصوم في السفر (2) مثلا.. إلى غير ذلك.
وحينئذ لا إشكال، إذ ذات تلك العبادة من حيث هي يرجح وجودها على عدمها، لكن الكراهة إنما هي في إيقاعها على هذا النحو الخاص.

(١) وسائل الشيعة: ٥ / ١٧٧ الحديثان ٦٢٦٥ و ٦٢٦٦.
(٢) وسائل الشيعة: ١٠ / 202 الباب 12 من أبواب من يصح منه الصوم.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 147 148 149 150 151 153 154 155 156 157 158 ... » »»
الفهرست