تفسير البغوي - البغوي - ج ١ - الصفحة ٤٤
سورة البقرة سورة البقرة 1 3 1 (ألم) قال الشعبي وجماعة آلم وسائر حروف الهجاء في أوائل السور من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه وهي سر القرآن فنحن نؤمن بظاهرها ونكل العلم فيها إلى الله تعالى وفائدة ذكرها طلب الإيمان بها قال أبو بكر الصديق في كل كتاب سر وسر الله في القرآن أوائل السور وقال علي إن لكل كتاب صفوة وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي قال داود بن أبي هند كنت أسأل الشعبي عن فواتح السور فقال يا داود إن لكل كتاب سر وإن سر القرآن فواتح السور فدعها وسل عما سوى ذلك وقال جماعة معلومة المعاني فقيل كل حرف منها مفتاح اسم من أسمائه كما قال ابن عباس في كهيعص الكاف من كاف والهاء من هاد والياء من حكيم والعين من عليم والصاد من صادق وقيل في آلمص أنا الله الملك الصادق وقال الربيع بن أنس في آلم الألف مفتاح اسمه الله واللام مفتاح اسمه اللطيف والميم مفتاح اسمه المجيد وقال محمد بن كعب الألف آلاء الله واللام لطفه والميم ملكه وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال معنى لم أنا الله أعلم ومعنى المص أنا الله أعلم وأفضل ومعنى الر أنا الله أرى ومعنى المر أنا الله أعلم وأرى قال الزجاج وهذا حسن فإن العرب تذكر حرفا من كلمة تريدها كقولهم (قلت لها قفي فقالت لي قاف) أي وقفت وعن سعيد بن جبير قال هي أسماء الله تعالى مقطعة لو أحسن الناس تأليفها لعلموا اسم الله الأعظم وقال قتادة هذه الحروف أسماء القرآن وقال مجاهد وابن زيد هي أسماء السور وبيانه أن القائل إذا قال قرأت المص عرف السامع أنه قرأ السورة التي افتتحت بالمص وروي عن ابن عباس أنها أقسام وقال الأخفش إنما أقسم الله بهذه الحروف لشرفها وفضلها لأنها مباني كتبه المنزلة ومبادئ أسمائه الحسنى 2 (ذلك الكتاب) أي هذا الكتاب وهو القرآن وقيل هذا فيه مضمر أي هذا ذلك الكتاب قال الفراء كان الله قد وعد نبيه صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليه كتابا لا يمحوه الماء ولا يخلق عن كثرة الرد فلما أنزل الله القرآن قال هذا ذلك الكتاب الذي وعدتك أن أنزله عليك في التوراة والإنجيل وعلى لسان النبيين من قبلك وهذا للتقريب وذلك للتبعيد وقال ابن كيسان إن الله تعالى أنزل قبل سورة البقرة سورا كذب
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»