مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٧٥
نداولها بين الناس)، والدؤلول الداهية والجمع الدآليل والدؤلات.
دوم: أصل الدوام السكون، يقال دام الماء أي سكن، ونهى أن يبول الانسان في الماء الدائم. وأدمت القدر ودومتها سكنت غليانها بالماء، ومنه دام الشئ إذا امتد عليه الزمان، قال تعالى: (وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - إلا ما دمت عليه قائما - لن ندخلها أبدا ما داموا فيها) ويقال دمت تدام، وقيل دمت تدوم، نحو: مت تموت ودومت الشمس في كبد السماء، قال الشاعر:
* والشمس حيرى لها في الجو تدويم * ودوم الطير في الهواء حلق، واستدمت الامر تأنيت فيه، وللظل الدوم الدائم، والديمة مطر تدوم أياما.
دين: يقال دنت الرجل أخذت منه دينا وأدنته جعلته دائنا وذلك بأن تعطيه دينا.
قال أبو عبيدة: دنته أقرضته، ورجل مدين، ومديون، ودنته استقرضت منه قال الشاعر:
ندين ويقضى الله عنا وقد نرى * مصارع قوم لا يدينون ضيعا وأدنت مثل دنت، وأدنت أي أقرضت، والتداين والمداينة دفع الدين، قال تعالى: (إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى) وقال: (من بعد وصية يوصى بها أو دين) والدين يقال للطاعة والجزاء واستعير للشريعة، والدين كالملة لكنه يقال اعتبارا بالطاعة والانقياد للشريعة، قال: (إن الدين عند الله الاسلام) وقال: (ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن) أي طاعة (وأخلصوا دينهم لله) وقوله تعالى:
(يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم) وذلك حث على اتباع دين النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو أوسط الأديان كما قال: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) وقوله: (لا إكراه في الدين) قيل يعنى الطاعة فإن ذلك لا يكون في الحقيقة إلا بالاخلاص والاخلاص لا يتأتى فيه الاكراه، وقيل إن ذلك مختص بأهل الكتاب الباذلين للجزية. وقوله: (أفغير دين الله يبغون) يعنى الاسلام لقوله: (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه) وعلى هذا قوله تعالى: (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق) وقوله: (ولا يدينون دين الحق) وقوله:
(ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن - فلولا إن كنتم غير مدينين) أي غير مجزيين. والمدين والمدينة العبد والأمة، قال أبو زيد: هو من قولهم دين فلان يدان إذا حمل على مكروه، وقيل هو من دنته إذا جازيته بطاعته، وجعل بعضهم المدينة من هذا الباب.
دون: يقال للقاصر عن الشئ دون، قال بعضهم: هو مقلوب من الدنو، والأدون الدنئ
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست