مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٧٢
وجمعه دماء. وقال (لا تسفكون دماءكم) وقد دميت الجراحة، وفرس مدمى شديد الشقرة كالدم في اللون، والدمية صورة حسنة، وشجة دامية.
دمر: قال (فدمرناهم تدميرا) وقال:
(ثم دمرنا الآخرين - ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون)، والتدمير إدخال الهلاك على الشئ، ويقال ما بالدار تدمري، وقوله تعالى: (دمر الله عليهم) فإن مفعول دمر محذوف.
دمع: قال تعالى: (تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا). فالدمع يكون اسما للسائل من العين ومصدر دمعت العين دمعا ودمعانا.
دمغ: قال تعالى: (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه) أي يكسر دماغه، وحجة دامغة كذلك. ويقال للطلعة تخرج من أصل النخلة فتفسده إذا لم تقطع: دامغة، وللحديدة التي تشد على آخر الرحل دامغة وكل ذلك استعارة من الدمغ الذي هو كسر الدماغ.
دنر: قال تعالى: (من إن تأمنه بدينار) أصله دنار فأبدل من إحدى النونين ياء، وقيل أصله بالفارسية دين آر، أي الشريعة جاءت به.
دنا: الدنو القرب بالذات أو بالحكم، ويستعمل في المكان والزمان والمنزلة.
قال تعالى: (ومن النخل من طلعها قنوان دانية) وقال تعالى: (ثم دنا فتدلى) هذا بالحكم.
ويعبر بالأدنى تارة عن الأصغر فيقابل بالأكبر نحو: (ولا أدنى من ذلك ولا أكثر) وتارة عن الأرذل فيقابل بالخير نحو (أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) وعن الأول فيقابل بالآخر نحو (خسر الدنيا والآخرة) وقوله (وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين) وتارة عن الأقرب فيقابل بالأقصى نحو:
(إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى) وجمع الدنيا الدنى نحو الكبرى والكبر، والصغرى والصغر. وقوله تعالى: (ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة) أي أقرب لنفوسهم أن تتحرى العدالة في إقامة الشهادة وعلى ذلك قوله تعالى: (ذلك أدنى أن تقر أعينهن) وقوله تعالى: (لعلكم تتفكرون في الدنيا والآخرة) متناول للأحوال التي في النشأة الأولى وما يكون في النشأة الآخرة، ويقال دانيت بين الامرين وأدنيت أحدهما من الآخر. قال تعالى: (يدنين عليهن من جلابيبهن)، وأدنت الفرس دنا نتاجها.
وخص الدنئ بالحقير القدر ويقابل به السيئ، يقال دنئ بين الدناءة. وما روى " إذا أكلتم فدنوا " من الدون أي كلوا مما يليكم.
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»
الفهرست