مفردات غريب القرآن - الراغب الأصفهانى - الصفحة ١٧٩
ذقن: قوله تعالى: (ويخرون للأذقان يبكون) الواحد ذقن وقد ذقنته ضربت ذقنه، وناقة ذقون تستعين بذقنها في سيرها، ودلو ذقون ضخمة مائلة تشبيها بذلك.
ذكر: الذكر تارة يقال ويراد به هيئة للنفس بها يمكن للانسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة وهو كالحفظ إلا أن الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه، والذكر يقال اعتبارا باستحضاره، وتارة يقال لحضور الشئ القلب أو القول، ولذلك قيل الذكر ذكران: ذكر بالقلب وذكر باللسان، وكل واحد منهما ضربان، ذكر عن نسيان وذكر لا عن نسيان بل عن إدامة الحفظ. وكل قول يقال له ذكر، فمن الذكر باللسان قوله تعالى: (لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم) وقوله تعالى: (وهذا ذكر مبارك أنزلناه) وقوله (هذا ذكر من معي وذكر من قبلي) وقوله (أأنزل عليه الذكر من بيننا) أي القرآن، وقوله تعالى (ص والقرآن ذي الذكر) وقوله (وإنه لذكر لك ولقومك) أي شرف لك ولقومك، وقوله (فاسألوا أهل الذكر) أي الكتب المتقدمة. وقوله (قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا) فقد قيل الذكر هاهنا وصف للنبي صلى الله عليه وسلم كما أن الكلمة وصف لعيسى عليه السلام من حيث إنه بشر به في الكتب المتقدمة، فيكون قوله رسولا بدلا منه. وقيل رسولا منتصب بقوله ذكرا كأنه قال قد أنزلنا إليكم كتابا ذكرا رسولا يتلو نحو قوله: (أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما) فيتيما نصب بقوله إطعام. ومن الذكر عن النسيان قوله (فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره) ومن الذكر بالقلب واللسان معا قوله تعالى: (فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا) وقوله (فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم) وقوله (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر) أي من بعد الكتاب المتقدم. وقوله (هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا) أي لم يكن شيئا موجودا بذاته وإن كان موجودا في علم الله تعالى. وقوله:
(أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل) أي أو لا يذكر الجاحد للبعث أول خلقه فيستدل بذلك على إعادته، وكذلك قوله تعالى:
(قل يحييها الذي أنشأها أول مرة) وقوله:
(وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده) وقوله (ولذكر الله أكبر) أي ذكر الله لعبده أكبر من ذكر العبد له، وذلك حث على الاكثار من ذكره. والذكرى كثرة الذكر وهو أبلغ من الذكر، قال تعالى:
(رحمة منا وذكرى لأولي الألباب - وذكر
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست