تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٣٦٢
يقول: لتعرفوا الطريق إذا سرتم، * (في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون) * [آية: 97] بأن الله واحد لا شريك له، ثم أخبر عن صنعه، فقال: * (وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة) *، يعني خلقكم من نفس واحدة، يعني آدم وحده، * (فمستقر) * في أرحام النساء، * (ومستودع) * في أصلاب الرجال مما لم يخلقه وهو خالقه، * (قد فصلنا الآيات) *، يعني قد بينا الآيات، * (لقوم يفقهون) * [آية: 98] عن الله عز وجل.
ثم أخبر عن صنعه ليعرف توحيده، فقال: * (وهو الذي أنزل من السماء ماء) *، يعني المطر، * (فأخرجنا به) *، يعني بالمطر، * (نبات كل شيء) *، يعني الثمار والحبوب وألوان النبات، * (فأخرجنا منه خضرا) *، يعني أول النبات، * (تخرج منه) *، يعني من الماء، * (حبا متراكبا) *، يعني السنبل قد ركب بعضه بعضا، * (و) * أخرجنا بالماء * (ومن النخل من طلعها) *، يعني من ثمرها، * (قنوان) *، يعني قصار النخل، * (دانية) *، يعني ملتصقة بالأرض تجنى باليد، * (و) * أخرجنا بالماء * (وجنات) *، يعني البساتين، ثم نعت البساتين، فقال: * (من) * نخيل و * (أعناب والزيتون والرمان مشتبها) *، ورقها في المنظر يشبه ورق الزيتون وورق الرمان، ثم قال: * (وغير متشابه) * في اللون مختلف في الطعم، * (انظروا إلى ثمره إذا أثمر) * حين يبدو غضا أوله صيصا، * (وينعه إن في ذلكم) *، يعني إن في هذا الذي ذكر من صنعه وعجائبه لعبرة، * (لآيات لقوم يؤمنون) * [آية:
99]، يعني يصدقون بالتوحيد.
تفسير سورة الأنعام من الآية [100 - 105]
(٣٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 357 358 359 360 361 362 363 364 365 366 367 ... » »»