تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٣٧٣
ثم انقطع الكلام، فقال: * (وكذلك) *، يعني وهكذا، * (زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم) *، كما زينوا لهم تحريم الحرث والأنعام، يعني دفن البنات وهن أحياء، * (ليردوهم) *، يعني ليهلكوهم، * (وليلبسوا عليهم) *، يعني وليخلطوا عليهم، * (دينهم ولو شاء الله ما فعلوه) *، يقول: لو شاء الله لمنعهم من ذلك، * (فذرهم) *، يعني فخل عنهم، * (وما يفترون) * [آية: 137] من الكذب، لقولهم في الأعراف: * (والله أمرنا بها) * [الأعراف: 28].
* (وقالوا هذه أنعام وحرث حجر) *، يعني حرام، * (لا يطعمها إلا من نشاء بزعمهم) *، يعني الرجال دون النساء، وكانت مشيئتهم أنهم جعلوا اللحوم والألبان للرجال دون النساء، * (وأنعام حرمت ظهورها) *، يعني الحام، * (وأنعام لا يذكرون اسم الله عليها) *، يعني البحيرة أن نتجوها أو نحروها لم يذكروا اسم الله عليها، * (افتراء عليه) *، على الله، يعني كذبا على الله، * (سيجزيهم بما كانوا يفترون) * [آية:
138] حين زعموا أن الله أمرهم بتحريمه، حين قالوا في الأعراف: * (والله أمرنا بها) * [الأعراف: 28].
ثم أخبر عنهم، فقال: * (وقالوا ما في بطون هذه الأنعام خالصة لذكورنا) *، يعني من الولد والألبان، * (ومحرم على أزواجنا) *، يعني البحيرة، والسائبة، والوصيلة، فكانوا إذا انتجوه حيا ذبحوه فأكله الرجال دون النساء، وكذلك الألبان، وإن وضعته ميتا اشترك في أكله الرجال والنساء، فذلك قوله: * (وإن يكن ميتة فهم فيه شركاء سيجزيهم) * الله العذاب في الآخرة، * (وصفهم) *، ذلك بالتحليل والتحريم، أي جزاءه، * (إنه حكيم) * حكم عليهم العذاب، * (عليم) * [آية: 139] به.
تفسير سورة الأنعام من آية [140 - 144]
(٣٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 378 ... » »»