تفسير مقاتل بن سليمان - مقاتل بن سليمان - ج ١ - الصفحة ٣٧٢
قوله: * (قل يقوم اعملوا على مكانتكم) *، يعني جديلتكم، يعني كفار مكة، * (إني عامل) *، على جديلتي التي أمرني بها ربي، * (فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار) *، يعني الجنة، أنحن أم أنتم، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: * (إنه لا يفلح) *، يعني لا يسعد * (الظالمون) * [آية: 135] في الآخرة، يعني المشركين، نظيرها في القصص.
* (وجعلوا لله) *، يعني وصفوا لله * (مما ذرأ) *، يعني مما خلق، * (من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا) *، يعني النصيب لآلهتهم مثل ذلك، فما أخرج الله من بطون الأنعام وظهورها من الحرث، قالوا: هذا لله، فيتصدقون به على المساكين، وما أخرج الله من نصيب الآلهة أنفقوه عليها، فإن زكا نصيب الآلهة ولم يزك نصيب الله تركوه للآلهة، وقالوا: لو شاء الله لأزكى نصيبه، وإن زكا نصيب الله ولم يزك نصيب الآلهة، خدجت أنعامهم وأجدبت أرضهم، وقالوا: ليس لآلهتنا بد من نفقة، فأخذوا نصيب الله فقسموه بين المساكين والآلهة نصفين، فذلك قوله: * (فما كان لشركائهم) *، يعني لآلهتهم مما خرج من الحرث والأنعام، * (فلا يصل إلى الله) *، يعني إلى المساكين، * (وما كان لله فهو يصل إلى شركائهم) *، يعني آلهتهم، يقول الله: * (ساء) *، يعني بئس * (ما يحكمون) * [آية: 136]، يقول: لو كان معي شريك كما يقولون، ما عدلوا في القسمة أن يأخذوا مني ولا يعطوني.
(٣٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 367 368 369 370 371 372 373 374 375 376 377 ... » »»