تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٢٧٥
كظهر أمي أمهات لكم وإذ لم يجعل ذلك فلا أثر لهذا القول والجعل تشريعي.
قوله تعالى: (وما جعل أدعياءكم أبناءكم) الأدعياء جمع دعي وهو المتخذ ولدا المدعو ابنا وقد كان الدعاء والتبني دائرا بينهم في الجاهلية وكذا بين الأمم الراقية يومئذ كالروم و فارس وكانوا يرتبون على الدعي أحكام الولد الصلبي من التوارث وحرمة الازدواج وغيرهما وقد ألغاه الاسلام.
فمفاد الآية أن الله لم يجعل الذين تدعونهم لأنفسكم أبناء لكم بحيث يجرى فيهم ما يجرى في الأبناء الصلبيين.
قوله تعالى: (ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدى السبيل) الإشارة بقوله: (ذلكم) إلى ما تقدم من الظهار والدعاء أو إلى الدعاء فقط وهو الأظهر ويؤيده اختصاص الآية التالية بحكم الدعاء فحسب.
وقوله: (قولكم بأفواهكم) أي ان نسبة الدعي إلى أنفسكم ليس الا قولا تقولونه بأفواهكم ليس له أثر وراء ذلك فهو كناية عن انتفاء الأثر كما في قوله: (كلا انها كلمة هو قائلها) المؤمنون: 100.
وقوله: (والله يقول الحق وهو يهدى السبيل) معنى كون قوله: هو الحق أنه ان أخبر عن شئ كان الواقع مطابقا لما أخبر به وان أنشأ حكما ترتب عليه آثاره وطابقته المصلحة الواقعية.
ومعنى هدايته السبيل أنه يحمل من هداه على سبيل الحق التي فيها الخير والسعادة وفى الجملتين تلويح إلى أن دعوا أقوالكم وخذوا بقوله.
قوله تعالى: (ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله) إلى آخر الآية. اللام في (لآبائهم) للاختصاص أي ادعوهم وهم مخصوصون بآبائهم أي انسبوهم إلى آبائهم وقوله:
(هو أقسط عند الله)، الضمير إلى المصدر المفهوم من قوله: (ادعوهم) نظير قوله:
(اعدلوا هو أقرب للتقوى) و (أقسط) صيغة تفضيل من القسط بمعنى العدل.
والمعنى: انسبوهم إلى آبائهم - إذا دعوتموهم - لان الدعاء لآبائهم أعدل عند الله.
وقوله: (فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين ومواليكم)، المراد بعدم
(٢٧٥)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست