تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ١ - الصفحة ٦٤٥
أتباعهما (1).
وعن أبي عبد الله عليه السلام في قوله (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى) لمحمد وآل محمد عليه الصلاة والسلام هذا تأويل قال: نزلت في عثمان (2).
كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر: كإبطال المنافق الذي يرائي بإنفاقه ولا يريد به رضا الله ولا ثواب الآخرة، أو مماثلين الذي ينفق رئاء، فالكاف في محل النصب على المصدر، أو الحال، و (رئاء) نصب على المفعول له أو الحال بمعنى مرائيا، أو المصدر أي إنفاق رئاء.
وفي تفسير العياشي: عن أبي عبد الله عليه السلام أنه فلان وفلان وفلان ومعاوية وأشياعهم (3).
فمثله كمثل صفوان: كمثل حجر أملس.
عليه تراب فأصابه وابل: مطر عظيم القطر.
فتركه صلدا: أملس نقيا من التراب.
لا يقدرون على شئ مما كسبوا: لا ينتفعون بما فعلوا رئاء، ولا يجدون ثوابه والضمير للذي ينفق باعتبار المعنى، كقوله:
* وإن الذي حانت بفلج دمائهم (4).

(١) تفسير العياشي: ج ١، ص ١٤٧، ح ٤٨٢.
(٢) تفسير العياشي: ج ١، ص ١٤٧، ح ٤٨٣.
(٣) تفسير العياشي: ج ١، ص ١٤٨، ح ٤٨٤.
(٤) استشهد به في تفسير التبيان: ج ١، ص ٢٠٨، وقال في معجم البلدان ج ٤، ص ٢٧٢، في لغة (فلج) ما لفظه (فلج بفتح أوله وسكون ثانيه وآخره جيم إلى أن قال: قال أبو منصور: فلج اسم بلد ومنه قيل لطريق تأخذ من طريق البصرة إلى اليمامة: طريق بطن فلج، وأنشد للأشهب:
وان الذي حانت بفلج دمائهم * هم القوم كل القوم يا أم خالد هم ساعد الدهر الذي يتقى به * وما خير كف لا تنوء بساعد وقال غيره فلج: واد بين البصرة وحمى ضرية من منازل عدي بن جندب إلى آخره.
وفي لسان العرب: ج ٢، ص 349، في لغة (فلج) بعد نقل الأقوال فيه، قال: قال الأشهب بن رميلة:
وإن الذي حانت بفلج إلى آخره ثم قال: قال ابن بري: النحويون يستشهدون بهذا البيت على حذف النون من الذين لضرورة الشعر.
وفي جامع الشواهد: ص 302، باب الواو بعده الألف، قال: هو من قصيدة للأشهب بن رميلة النهشلي، وقوله حانت بالحاء المهملة والنون وتاء التأنيث ماض بمعنى هلكت، والمراد منه هنا أنه ذهبت هدرا لم يثار به، وفلج كفلس بالفاء والجيم موضع بين مكة والبصرة، وقوله: هم القوم كل القوم، أي هم الكاملون في الرجولية، والمشهورون فيها، وأم خالد اسم إمرة.
(٦٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 639 640 642 643 644 645 646 647 648 649 650 ... » »»
الفهرست